يفضل الكثير من الشباب قضاء أوقات فراغهم الليلي في مقاهٍ راقية، تفوح منها رائحة القهوة والبن، والمشروبات الساخنة التي أخذت مسميات مختلفة، وبينما يحضر عامل المقهى المشروب المفضل لزبائنه، يتناوب الشاب محمد المعيوف وصديقاه محمد الربيعة، وأحمد السويق على طرح نقاشات متنوعة، تتناسب مع الجلسة الرومانسية التي يعيشونها من خلال ديكور مقهى»بن كافيه في الأحساء»، بل حتى الإضاءة الخافتة فيه، تساعدهم على إدارة حوارهم بهدوء تام، رغم وجود زبائن من حولهم، والكل مشغول مع أصدقائه ولكن بصوت منخفض. وخلال تناول «الشرق» لقهوة الكباتشينو، والحديث مع الشباب، أكدوا أن هذه المقاهي هي الأنسب لهم، شتاءً وصيفاً، بعيداً على «المجمعات التجارية» التي لا تستقبل إلا العائلات فقط، ومن خلال المقهى الذي ترتاده مختلف الطبقات الأكاديمية وغيرها، يتعرفون على بعضهم ويشكلون صداقات جديدة، ويرون أنها أفضل بكثير من الاستراحات الشبابية الخاصة. وبين محمد المعيوف أن جيل الشباب الحالي، لم يعد يفكر في شراء الصحف الورقية، بسبب تواجدها على الشبكة العنكبوتية، وبدلاً من شرائه لها، وتكدسها في منزله، يمكن له أن يتصفحها من جهازه المحمول براحة يده، والاتصال بهذا الكم الهائل من المعلومات متوفر في أي وقت، ولم يخف بعضهم ميوله لقراءة بعض الصحف، إما لمتابعة كاتب معين، أو إعجابه بالمواد الصحفية التي تطرحها صحيفته المفضلة، بينما يؤكد محمد الربيعة أن شريحة كبيرة من الشباب لا تشدهم الصحف حالياً، بقدر ما ذهبوا وراء مواقع التواصل الاجتماعي الافتراضية، بينما يفضل بعضهم قراءة الصحف يومي الإجازة، بحكم طبيعة عمله الميداني الذي لا يسمح له بالقراءة. دكتور الاقتصاد محمود محمد خير، قال ل»الشرق» إن شريحة الشباب يبحثون اليوم في الصحف عن أخبار الفرق الرياضية، العالمية والمحلية، وأصبح اهتمامهم بالموضات الجديدة، وآخرون يشترون الصحف عسى أن يجدوا إعلانا لوظيفة، أو نتائج القبول في الجهة التي سجلوا فيها، أما أخبار الشأن المحلي فليست تعنيهم كثيراً. وحول تغطيات الصحف المحلية للجانب الاقتصادي، أكد الدكتور محمود أن صحفنا المحلية لم تشبع تطلعات القارئ الاقتصادية، ولم تصل بعد إلى المستوى المطلوب منها في الجانب الاقتصادي، بل هي مليئة بالأخطاء المطبعية للأرقام، وقال إن المطلوب هو متابعة المشروعات المتعثرة، وليس علاقات عامة للدوائر الحكومية.