* أشعر في داخلي أن زوجي تغيّر معي، لم يعد يهتم بي كالسابق، وبما أنه يعيش في بلد غير التي أعيش فيها بحكم عمله يصعب التأكد من وجود شيء محدد، وكلما سألته يقول لا شيء ضغط عمل، لكن لا أعرف كيف أثبت إحساسي النفسي رغم أنه ليس شكاً بل حقيقة، فهو لم يعد يلفظ كلمة أحبك ولم يعد يقول إنه مشتاق لي، ولم يعد ملحاً في زيارته لي، أصبح يوهمني أن العمل يأخذ كل وقته لكنني أجده يكتب في تويتر وفي صفحته ب «فيسبوك»، أرجو منكم إفادتي كيف أريح نفسي، وكيف أتأكد أنه مازال يحبني، وكيف أتعامل معه؟ - البعد المكاني بين الزوجين ولفترة طويلة في رؤيتي أنه ضد البناء الصحيح لشكل الحياة الزوجية، وهذا لا يعني خيانة أحد الطرفين أو تغيّر مشاعره، ولكن البعد يقلل من القدرة على إشباع الحاجات النفسية والعاطفية والجسدية التي لا تتحقق إلا داخل الحياة الزوجية مما قد يولد في النفس الشعور بالغربة عن الطرف الآخر. الحياة قد تتطلب كثيراً من الجهد الذي قد يستوجب في بعض الأحيان التخلّي عن الرغبات والحاجات التي تريح النفس وتسعدها، وإذا نظرنا إلى الزواج على أنه حاجة، فإن اختلال مستوى إشباع هذه الحاجة يؤثر على مزاج الفرد وعلى علاقته بالطرف الآخر. فالزواج شراكة حياتية تقوم على التبادل في الاحتياج والتكامل في الرغبات والتقدير لمتطلبات الطرف الآخر والتفهم لمزاجه وسبل راحته ومواطن ألمه. قد يكون سلوك زوجك تغيّر، وهذا ليس بالضرورة أن يكون تغيّراً في مشاعره أو عواطفه ولكن ربما أن الجو من حوله مشحون بالمهام والمتطلبات التي قد تجعله أكثر انطواءً وبعداً، رأيي أن تعيدا النظر في البعد المكاني خاصة أنه لم يناسبكما على ما يبدو، وأن يتم إعادة هيكلة حياتكما الزوجية بحيث تكون لحظات لقائكما أكثر، وفرص وجودكما في مكان واحد أكثر وأن تخبريه برغبتك واحتياجك، وخلال هذه الفترة لا تلحّي عليه بالسؤال في سبب تغيّره أو بعده وحاولي أن تكوني أماً رحيمة تطمئن برسائل حب تارة وباتصالات خالية من العتب والانفعالية وتحمل في طابعها المشاركة الوجدانية.