تختلف عادات وتقاليد المدن والمناطق في السعودية في استقبال شهر رمضان، فلكل منطقة أو مدينة أسلوب وعادات خاصة تميزها عن غيرها، وهي بلاشك تُضفي على هذه الفترة من السنة هالة من الروحانية والخصوصية التي تميز كل منطقة عن سواها، ولكن ما يوحّد بينهم دوماً هو فرحهم وابتهاجهم بحلول شهر رمضان، ومن أبرز العادات والتقاليد لأهل الجبيل في شهر رمضان الكريم، توزيع الطحين والهريس وتحضير الثريد. في البداية يقول سعود سالم، نستقبل شهر رمضان المبارك كما يستقبله كل مسلم، فنبدأ بالتهاني للأهل والأصدقاء عن طريق الزيارة للقريب أو الاتصال بالبعيد الذي لا نستطيع زيارته، أما العادات التي تكون في رمضان فمثلاً هناك عادة تحرص عليها بعض الأُسر عند دخول الشهر وهي توزيع «الطحين» أو حب الهريس كتهنئة بالشهر فيما بينهم، وأيضاً يتم توزيع بعضها على الفقراء كصدقة. وعن الوجبات الرئيسة التي تفضلها الأسرة على سفرة رمضان (الهريسة والشوربة والسمبوسة والثريد وطبعاً أطعمة أخرى متنوعة مثل المعجنات والحلوى والمشروبات المتنوعة، ويضيف الدوسري، من العادات التي اعتدنا عليها في رمضان أنه قبل أسبوع من حلول الشهر تقوم ربات البيوت بإعداد الخبز الخاص «الثريد» وهو عبارة عن فتة الخبز البر بمسلوق اللحم ويتم إعداد كميات كبيرة منه تكفي الشهر كاملاً. الاجتماع في أول يوم مع العائلة ويقول أحمد عبدالله بالنسبة لاستقبال رمضان تبدأ بعض العائلات بعمل الترتيبات التي تخص المنازل كإحداث تغييرات جديدة في المنزل تشعرهم بقدوم ضيف غالٍ على قلوبهم فيما تقوم ربات البيوت بتجهيز أوانٍ خاصة بالولائم وعمل أنواع من الأطعمة، أما عن العادات والتقاليد فيقول إنها تختلف من أُسرة لأخرى بنسب بسيطة فنحن في أول يوم في رمضان نحرص على اجتماع لتناول الإفطار الرمضاني في بيت كبير العائلة سواء كان الأب أو الأخ الأكبر. القرقيعان ورمضان أما خالد وماجد فيستقبلان رمضان بلهفة وفرح فهو شهر له ميزة تختلف عن باقي الشهور حسب قولهما سواء دينية أو روحية، تبدأ بعدد من الترتيبات كتهيئة المنزل لاستقبال الضيوف وإحداث بعض التغيير والتجديد وشراء مستلزمات المنزل ومن أهم العادات التي اعتادا عليها في رمضان الزيارات العائلية المتكررة ومشاهدة البرامج والسهر مع العائلة. ويضيفان، في منتصف الشهر نستعد لعمل تجهيزات القرقيعان بشراء اللوازم الخاصة له وإعداده وتجهيزه. ويضيفان، أجواء رمضان جميلة وفيها راحة نفسية للمسلمين. رمضان ليس «كالسابق» يقول أبو ماجد: بالنسبة لرمضان هو راحة لقلوب المسلمين ففيه تصفى النفوس ويتقارب الأحبة والأصحاب ويكثر التواصل، وفيه صحة وعافية للجسد والروح كذلك، فالمسلم قريب من ربه بكثرة تلاوة القرآن وصلاة التراويح وإمساك لسانه عن قول السوء، كما أنه لا شك أن قدوم رمضان يفرح قلب المسلم ولكن سبحان الله ليس «كالسابق»، سابقاً كان لكل شيء طعم ولون أفضل من وقتنا الحالي فأغلب العادات الجميلة التي كانت ترتبط بشهر رمضان غُيبت ولم يتبق منها إلا القليل. وعن جدوله اليومي في رمضان يقول نقضي أوقاتنا بين العبادة وتلاوة القرآن وصلاة التراويح ثم زيارة الجيران والأهل والأصحاب ويضيف من أسوأ العادات التي تنتشر في شهر رمضان في الآونة الأخيرة كثرة السهر مما يفوت على بعضهم الصلوات في وقتها.