لم يكتسب حي “العشيش” اسمه من فراغ، وإنما من انتشار بيوت الصفيح فيه، التي لا تقي حرارة الصيف ولا برودة الشتاء، كما يقول ساكنوها. ويقع الحي على بعد 15 كيلومتراً غرب محافظة حفر الباطن، وتجاوز عمره أكثر من ثلاثين عاماً، ويقطنه أكثر من ثلاثة آلاف و200 نسمة. وحين تتجول داخل الحي يخيل إليك أنك في إحدى الدول الفقيرة، ويضيع البحث عن الخدمات هباء منثوراً، ويشكو ساكنوه من غياب بعض الخدمات الصحية، فيما التعليم متواضع، ويفتقد للكهرباء وسفلتة الطرق، والماء أيضاً. مطالب أساسية والتقت “الشرق” نادر الطرقي، عمدة الحي كما يسميه الأهالي، وقال “قدمنا مطالبانا واحتياجاتنا إلى الجهات المسؤولة في المحافظة وشركة الكهرباء والبلدية؛ للحصول على الخدمات”، موضحاً أن الطلب يتم رفضه بحجة أن الحي يقع خارج النطاق العمراني، وأيضاً عدم وجود صك شرعي لهذه العشش. ويضيف أن الكهرباء تصلهم عن طريق مولدات أحضرها أحد المستثمرين، مقابل ثلاثمائة ريال شهرياً، وتغذي أكثر من ثلاثمائة عشة أو منزل. وعلى الرغم من المشكلات والأخطار التي تفتقد إلى أبسط مقومات السلامة في إيصال التيار الكهربائي، إلا أنهم مجبرون على ذلك؛ فلا بديل لها. وما يلفت الأنظار أن شركة الكهرباء أوصلت التيار الكهربائي إلى الحي، ولكنها تغذي مسجد الحي ولا تخدمهم، مع أن المسافة بينهم وبين المسجد لا تتعدى مائة متر. ويقول حمد فرج، أحد سكان الحي “أدفع ثلاثمائة ريال شهرياً، في مقابل إيصال الكهرباء التي تنقطع من الساعة الثالثة إلى السادسة يومياً، حتى يتم تبريد المولدات الكهربائية”. ويشير إلى أن الكهرباء دائمة الانقطاع، وخصوصاً في فصل الصيف، ولكن لا يوجد سواها. وطالب صايل العتيبي من المحافظة الالتفات إلي حي العشيش، وإيصال الخدمات، ولو البسيطة واليسيرة؛ فهم مقتنعون بأبسط الخدمات، حسب تعبيره. وأما السفلتة فهي غائبة تماماً، ولا تجد طريقاً معبداً يصل منازلهم بالطريق الدولي القريب منهم. فليس هناك شوارع منظمة أو مخططة حتى تتم سفلتتها ورصفها، بل طرق عشوائية غير معبدة. وأضاف الأهالي أن صلاة الجمعة يؤدونها في مساجد حفر الباطن؛ فالعشيش بأكمله لا يوجد فيه جامع. التعليم ويوجد في الحي مدرسة ابتدائية ومتوسطة، أما الثانوية فيتوجه الطلاب إلى مدارس حفر الباطن لدخولها، وأضاف العتيبي أنه بعد المطالبات تم إرسال باص لنقل طلاب المرحلة المتوسطة والثانوية. أمل الحصول على سكن ويتشارك ساكنو حي العشيش حلماً واحداً هو الحصول على سكن أفضل، ويقول نادر “يبقى الأمل بالله، ثم بقيادتنا، كبيراً للحصول على سكن أفضل”. ويشاطره الحلم حمد فرج، مقدماً مناشدته لخادم الحرمين الشريفين، بأن يلتفت إليهم لفتة أبوية حانية، بإيجاد مساكن لهم بدلاً من مساكن الصفيح، التي بدلاً أن تصبح استقراراً جعلتهم في حالة استنفار؛ خوفاً من انهيار العشش. ويؤيدهم صايل العتيبي بمناشدة ولاة الأمر بالحصول على منزل يؤويه وأسرته، ويحقق لهم حلم الاستقرار.