صَمَتَ الضجيج لأول مرة في يوم سبت في غالبية الدوائر الحكومية على مستوى المملكة بعد تطبيق التوجيه الملكي باعتماد السبت إجازة أسبوعية بدلاً من الخميس. وشهدت «الشرق» هدوءاً عمَّ مختلف المناطق سواء في الدوائر الحكومية أو في الشوارع المؤدية إليها، وفي غالبية الشوارع بصفة عامة. لكن الأمر لم يخل من نشاط في إدارات الجوازات ومكاتب العمل التي خصصت كل جهدها لتصحيح أوضاع العمالة قبل أيام من انتهاء مهلة التصحيح. هدوء غير مسبوق فقد شهدت حركة السير في مدينة الرياض خلال الساعات الأولى من يوم أمس انسيابية عالية وحركة طبيعية للمركبات، وغاب بشكل تام، ولأول مرة الاختناق المروري في الشوارع الرئيسة والحيوية في العاصمة، وخلت الأماكن العامة والأسواق من المرتادين خلافاً لما كان عليه الحال في السابق. وأرجع عديد ممن التقتهم «الشرق» ذلك إلى حالة الارتياح التي صاحبت القرار من المجتمع ما جعلهم يتأقلمون بسرعة على هذا التغيير. وأكد المتحدث الرسمي بمرور الرياض النقيب حسن الحسن ل «الشرق» أن شوارع مدينة الرياض لم تشهد أي ازدحام مروري منذ الصباح حتى الساعة الرابعة مساءً بحكم الإجازة الأسبوعية للقطاعات الحكومية والمدارس. وأكد أن حالة السير يوم أمس لم تختلف عما كانت عليه في أيام الخميس خلال الفترة الماضية، مشيراً إلى إمكانية ارتفاع كثافة المركبات خلال ساعات المساء بسبب خروج الناس للتسوق والتنزه. قرار حقق المصلحة وأوضح المشرف العام على المسؤولية الاجتماعية في نادي الشباب الدكتور فهد العليان ل «الشرق» أن تعديل الإجازة حقق المصلحة الاجتماعية والاقتصادية، كما نص عليه القرار، وبالنسبة لعامة الناس كان واضحاً الترحيب الكبير بهذا التغيير، ودليل ذلك التأقلم الكبير لهم مع السبت الأول في الإجازة الرسمية، ولوحظ يوم أمس الأول الجمعة اختلاف كبير بين الجمعة التي يعتبر اليوم الذي يليها بداية الأسبوع وبين التي يليها يوم إجازة بلا سباقات وفي السياق ذاته، غلب الهدوء على شوارع جدة صباح أمس السبت، وهدأ الركض المحموم لأول مرة في يوم سبت وبدت الحركة المرورية مستقرة بدون ضجيج أو زحام أو سباقات للحاق بالدوام، بعد أن تمتع جميع موظفي الدوائر الحكومية بالإجازة الجديدة. لكن بقي قليلون من موظفي القطاع الخاص على ما هم عليه، حيث لم تشملهم الإجازة. لكن الهدوء المشوب بالكسل النسبي سرعان ما سيتبدد صباح اليوم الأحد مع بداية الأسبوع واستئناف الموظفين لأعمالهم الاعتيادية. مراجعون يتذمرون لكن الوضع في جدة اختلف، حيث شكا عدد من المواطنين والمعقبين أمس من منح إجازة لموظفي جوازات محافظة جدة وإغلاق الإدارة لأبوابها في وجوه الراغبين لتصحيح أوضاعهم قبل أربعة أيام فقط من انتهاء المهلة، فيما استمر مكتب العمل بجدة في استقبال المراجعين خلال فترة الدوام الرسمي من الثامنة صباحاً إلى الثانية ظهراً مع تعطيل استقبال المراجعين في الفترة المسائية ما أثار قلقهم من تأخر إنجاز معاملاتهم قبل انقضاء المهلة. ورصدت «الشرق» تجمعاً لعدد من المراجعين أمام البوابات المغلقة للجوازات ومكتب العمل بجدة. وهناك التقت أحد المراجعين ويدعى محمد سلطان، حيث أكد أنه تفاجأ بإغلاق مكتب الجوازات لأبوابه في وقت يحتاج كثيرون إلى إنجاز معاملاتهم قبل انقضاء مهلة التصحيح، وقال كان لابد من وجود الموظفين في هذه الحالة الطارئة. واستغرب محسن الدوسري عدم دوام موظفي الجوازات وانتهاء دوام مكتب العمل في وقت مبكر وضياع يوم كامل من أيام تصحيح الأوضاع ربما يتم إنجاز معاملته لتصحيح وضع سائقه الخاص. العمل: تصحيح الأوضاع بدوره نفى مدير عام مكتب العمل في محافظة جدة عبدالمنعم الشهري عدم استقبال المراجعين من بعد أداء صلاة الظهر، وقال إن العمل مستمر طوال فترة مهلة التصحيح بمكتب العمل، وتم تخصيص الدوام ليومي الخميس والسبت بعد اعتماده إجازة لموظفي الدولة من الساعة الثامنة إلى الساعة الثانية، مبيناً أن المكتب تسلم اليوم أكثر من 500 معاملة تصحيح. عمال الأحساء وأكد مدير مكتب العمل بمحافظة الأحساء عبدالرحمن الصياح، ل «الشرق» أن العمل مستمر في المكتب بموجب تعليمات نائب وزير العمل الدكتور مفرج بن سعد الحقباني، لإتاحة الفرصة للاستفادة من الوقت المتبقى في تصحيح وضع العمالة، حيث كلف الحقباني فرق العمل يومي الخميس والسبت بالعمل على تلبية أعمال التصحيح، حيث وجود فريق العمل من الساعة السابعة والنصف صباحاً، مبيناً أنهم يقدمون الخدمات للعملاء بكل يسهر وسهولة. وقدّم مكتب العمل المرطبات لجميع المراجعين من ماء وعصير في وقت الانتظار، موضحاً أن غداً يبدأ الدوام الرسمي الذى يعمل فيه المكتب بكامل طاقته في اليوم الأول من بداية الأسبوع. ومن جانبهم، تحدث بعض المراجعين ل»الشرق» أن إدارة الجوازات تستقبل فقط معاملات التصحيح للعمالة الوافدة. مراجع يقف أمام بوابة مكتب العمل بجدة وتبدو مغلقة بعد انتهاء الدوام المبكر (الشرق) موقف جوازات الأحساء صباحاً وسيارات المراجعين لتصحيح العمالة (تصوير: ماجد الفرحان) أعداد قليلة من المراجعين بشارع الجوازات بجدة (تصوير: مروان العريشي)