وقعت المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية، أمس، بحضور خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، ودولة رئيس مجلس الدولة في جمهورية الصين الشعبية، ون جياباو، اتفاقيات نووية وصناعية ودبلوماسية وثقافية، وذلك في قصر خادم الحرمين الشريفين في الرياض. تعاون نووي واقتصادي وثقافي حيث جرى التوقيع على مشروع برنامج تعاون بين معهد الدراسات الدبلوماسية في وزارة الخارجية في المملكة وجامعة الخارجية الصينية، وقام بالتوقيع على مشروع البرنامج عن الجانب السعودي صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية، وعن الجانب الصيني معالي وزير الخارجية يانغ جيتشي. كما جرى التوقيع على مذكرة تفاهم بين الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) وشركة ساينوبيك الصينية لإنشاء مصنع لإنتاج البولي كاربونيت في تيانجين، وقام بالتوقيع على المذكرة عن الجانب السعودي صاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان، رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع، ورئيس مجلس إدارة سابك، وعن الجانب الصيني رئيس مجلس إدارة ساينوبيك فوتشينغ يو. وجرى التوقيع على البرنامج التنفيذي للاتفاق الثقافي بين حكومتي جمهورية الصين الشعبية والمملكة العربية السعودية للأعوام من 1433 إلى 1438ه الموافق 2012 إلى 2017م، وقام بالتوقيع على البرنامج عن الجانب السعودي معالي وزير الشؤون الاجتماعية ووزير الثقافة والإعلام بالنيابة، الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، وعن الجانب الصيني معالي وزير الخارجية يانغ جيتشي. كذلك جرى التوقيع على اتفاقية تعاون للاستخدام السلمي للطاقة النووية بين حكومتي المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية، وقام بالتوقيع على الاتفاقية عن الجانب السعودي معالي رئيس مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة، الدكتور هاشم بن عبدالله يماني، وعن الجانب الصيني معالي رئيس اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح تشانغ بينغ، وجرى التوقيع بين الجانبين على برنامج عمل بين مكتبة الملك عبدالعزيز العامة وجامعة بكين، وقام بالتوقيع عن الجانب السعودي معالي المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر، وعن الجانب الصيني معالي رئيس جامعة بكين لي يانسون. وخلال مراسم التوقيع تبادل أصحاب السمو والمعالي الموقعون على الاتفاقيات وبرامج التعاون النسخ الموقعة.كما تبادل الجانبان أوراق الاتفاقية الموقعة بين شركة أرامكو السعودية وشركة ساينوبيك الصينية، وتسلم الأوراق عن الجانب السعودي رئيس شركة أرامكو السعودية، وكبير إدارييها التنفيذيين، الأستاذ خالد بن عبدالعزيز الفالح، وعن الجانب الصيني رئيس مجلس إدارة شركة ساينوبيك فوتشينغ يو.وعقب تبادل النسخ الموقعة تشرف أصحاب السمو والمعالي بالسلام على خادم الحرمين الشريفين ودولة رئيس مجلس الدولة الصيني.حضر مراسم التوقيع صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وزير الدفاع، وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز، رئيس الاستخبارات العامة، وصاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز، وزير الدولة، عضو مجلس الوزراء، رئيس الحرس الوطني، وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز، نائب وزير الخارجية، ومعالي وزير البترول والثروة المعدنية، المهندس علي بن إبراهيم النعيمي، ونائب رئيس مجلس الإدارة، الرئيس التنفيذي لشركة سابك، المهندس محمد بن حمد الماضي، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية الصين الشعبية، يحي الزيد، كما حضرها من الجانب الصيني أعضاء الوفد الرسمي المرافق. بحث التطورات الإقليمية والدولية وكان خادم الحرمين الشريفين استقبل، أمس، في قصره في الرياض دولة رئيس مجلس الدولة في جمهورية الصين الشعبية، ون جياباو، وعقد خادم الحرمين الشريفين ودولة رئيس مجلس الدولة الصيني اجتماعاً نقل دولته في بدايته تحيات وتقدير فخامة الرئيس هو جينتاو، رئيس جمهورية الصين الشعبية، لخادم الحرمين الشريفين، فيما حمله خادم الحرمين تحياته وتقديره لفخامته.ورحب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بدولة رئيس مجلس الدولة الصيني ومرافقيه، متمنياً لهم طيب الإقامة في المملكة.من جهته، أعرب دولته عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين على ما وجده ومرافقوه في المملكة من حسن الاستقبال وكرم الضيافة، بعد ذلك بحث الجانبان مجمل الأحداث والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية، إضافة إلى آفاق التعاون بين البلدين، وسبل دعمها وتعزيزها بما يخدم مصالح البلدين الشعبين الصديقين في مختلف المجالات. توقيت مهم للزيارة ورأى الدكتور خليل بن عبدالله الخليل، عضو مجلس الشورى السابق، والخبير في العلاقات الدولية، توقيت الزيارة مهماً وحساساً للغاية، في ظل ما تعيشه المنطقة من اضطراباتٍ على مستوى أصعدة عدة، ووجود حالة اقتصادية أيضاً مُضطربة، وأحداث تستدعي استقاء الرأي السعودي المهم والمؤثر على المنطقة بشكل عام؛ كون المملكة تلعب دوراً محورياً ومركزياً في استقرار المنطقة من الناحية السياسية والاقتصادية على حد سواء.وقال الخليل في تصريحات ل«الشرق» إن «الزيارة التي يقوم بها المسؤول الصيني على رأس وفد رفيع المستوى، تتطلع لمعرفة التوجهات السعودية، خصوصاً فيما يتعلق بالملف الإيراني «المُقلق»، بالإضافة إلى ما شهدته المنطقة، وما يُعرف ب«الربيع العربي»، فالمملكة وتوجهاتها تعني الكثير للتوجهات والسياسات الصينية المستقبلية، فالأحداث الدائرة حالياً تقتضي تفّهماً تاماً لدور المملكة، وإيضاح الصورة الحقيقة لها؛ كونها دولة فاعلة في العالم بأسره، ومنطقة الشرق الأوسط بشكل خاص، ومن الطبيعي أن يكون للمملكة دور فاعل ل(حلحلة) الأوضاع المتأزمة في المنطقة».وحول علاقة الزيارة بسورية، قال الخليل «ما يحدث في سورية ليس حدثاً يرتبط بسورية فحسب، بل يعود على المنطقة بشكل عام، خصوصاً في وضع انسياب الطاقة، فالصين بحاجة بشكل واضح ومباشر لرأي المملكة بحكم أنها دولة مركزية ومحورية، وتلعب دوراً في التوازن الاقتصادي العالمي، وهو ما ستبني عليه الصين بالتأكيد الكثير من توجّهاتها وسياساتها المُستقبلية». مباحثات مع ولي العهد وكان صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، التقى، أمس الأول، ون جياباو، في الزيارة التي تعدّ الأولى من نوعها لمسؤول صيني رفيع المستوى للمملكة منذ سنوات.وعقد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، في قصر المؤتمرات في الرياض، مساء أمس الأول، مع رئيس مجلس الدولة، رئيس مجلس الوزراء في جمهورية الصين الشعبية، وون جياباو، والوفد المرافق له، جلسة مباحثات تناولت العلاقات القائمة بين البلدين الصديقين، والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. خادم الحرمين ورئيس مجلس الدولة الصيني خلال توقيع الاتفاقيات (واس)