قال كبير خبراء منظمة الأغذية والزراعة في الأممالمتحدة (الفاو)، الدكتور حنفي عبد الحق: إن أصل آفة حافرة الطماطم من أمريكا اللاتينية، وأنه تم تشخيصها عام 1937م، مضيفاً أنها وصلت إسبانيا عبر استيراد طماطم من تشيلي عام 2006، وفي السنة الثانية عمت دول البحر الأبيض المتوسط حتى وصلت إلى الأردن 2009 م .وكشف في تصريح ل»الشرق» عن أن وزارة الزراعة رصدت مبلغ 98 مليون ريال لمكافحة هذه الآفة. وأوضح أن الوزارة اكتشفت هذه الآفة في يناير 2010م في منطقة تبوك، وبدأت الوزارة متمثلة في إدارة وقاية المزروعات في توزيع عدد من المصائد الفيرمونية في أهم المناطق التي أصيبت بهذه الآفة. وأضاف عبد الحق أن هذه الآفة دخلت الأراضي السعودية عن طريق طماطم مستوردة من الدول المجاورة، ولا يمكن أن نحدد بالضبط هل هي من سوريا أو الأردن أو لبنان، لكن أكثر هذه البلدان يحتمل دخولها منه هو الأردن. وأشار إلى عقد عدة ورش عمل خاصة بهذه الآفة ولقاءات مع المزارعين، وقال: اكتشفنا أن مزارعا من منطقة تبوك استورد شتلات طماطم من الأردن كانت مصابة بهذه الآفة، وتأكد لنا أنه ليس فقط الطماطم المستوردة من الأردن هي التي ساهمت في دخول هذه الآفة. ولفت إلى دور إدارة وقاية المزروعات وجهودها في كل مناطق المملكة، إذ كان لديها شبكة لمتابعة الآفة شهرياً، لكن ما صعب علينا الوضع هو الآفة من الطماطم التي تنتج في تبوك، وتسوق في المناطق الأخرى، أو من الطماطم التي تستورد من البلدان العربية كمصر وسوريا والأردن ولبنان، وأصبح إنتاج تبوك والمستورد يساهمان في انتشار الآفة. وأفاد كبير خبراء الفاو أنه في شهر أبريل من العام الماضي، كانت الآفة قد انتشرت في معظم مناطق المملكة، موضحاً أن الحرارة العالية في فصل الصيف ليست في صالح آفة حافرة الطماطم، إذ إن دورة حياتها تقصر مع ارتفاع الحرارة، ورغم ذلك فقد تعايشت مع درجات حرارة تصل إلى 42 درجة مئوية، مشيراً إلى أن هذه النتائج ظهرت من خلال المصائد الفيرمونية التي وضعت عند بعض المزارعين. وقال الدكتور عبد الحق: إذا كانت منطقة تبوك هي الأولى في استقطاب هذه الآفة، فهي السباقة في اكتشاف عدو حيوي مفترس، أخذته إدارة وقاية المزروعات في وزارة الزراعة واستعانت بخبير من إسبانيا وآخر من المغرب، وتم إنتاج كميات منه في مختبر الوزارة في الرياض. ولفت إلى أن وزارة الزراعة وفرت مشروعاً خاصاً تموله وزارة المالية للقضاء على هذه الآفة بمبلغ 98 مليون ريال، مفيداً أن هذا المشروع يعتمد على المكافحة غير الكيميائية من خلال المصائد الفيرمونية، وقد استفادت من هذا المشروع معظم مناطق المملكة، كما اقتنت الوزارة مبيدات حيوية وكيماوية منتقاة، وتم تكوين لجنة فنية وجمع معلومات من الدول التي عانت من هذه الآفة، بما فيها الدول الأوروبية ودول شمال إفريقيا وأمريكا اللاتينية. وأشار إلى وجود تعاون دائم بين منظمة الفاو ووزارة الزراعة في هذا المجال، وقامت إدارة وقاية المزروعات بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة بتنظيم عدة ورش تدريبية في عدة مناطق من المملكة، بهدف تدريب المزارعين على طريقة الإرشاد وكيفية استعمال وسائل المكافحة المتكاملة. طماطم تبدو عليها آثار الآفة (تصوير: موسى العروي)