يُعَرِّف «جون بيركنز» القتلة الاقتصاديين في كتابه «اعترافات قاتل اقتصادي» ب «أنّهم رجالٌ محترفون يتقاضون أجوراً عالية لخداع دول العالم بابتزاز تريليونات الدولارات وهم بهذا يُحوّلون الأموال من البنك الدولي ومن الوكالة الأمريكية للتنمية العالمية لتَصُب أخيراً في خزائن الشركات الضخمة وجيوب قِلّة من الأُسر الغنية التي تتحكم في موارد الأرض الطبيعية»! ببساطة ومن الآخر: هم يحيكون بدهاءٍ، يتعوّذ منه حتى الشيطان ،شِراكاً وورطاتٍ اقتصاديّة على مستوى هذا الكوكب يضمنون من خلالها أن يتحوّل من يقع فيها إلى ما يُشبه الخاتم في أصابعهم! وهذا -وأيّم الله- ينطبق وبشكلٍ مُصغّر على قاتلين اثنين، الأوّل: البنوك التي تمنحك المال بشكلٍ دعائي جذّاب لتسترده فيما بعد «قروضاً» من عمرك!.. إذ تظلّ وتَضِلّ إلى أن تودّع هذا الكوكب وأنت تحت رحمتها، هذا إن كان لديها رحمة! والثاني: التاجر صاحب المشاريع الضخمة الذي يفوز بهذه المناقصة أو تلك لبناء مُنشأة حكوميّة أو طريق أو أي شيء آخر.. بأضعاف أضعاف سعره الحقيقي ثم يُنجز ويُنفّذ ما يقوم به بشكلٍ رديء، لكي يأتي العام القادم ويفوز -أيضاً- بمناقصة صيانة ما قام به!، «شفتوا كيف العبارة ملفوفة؟! الحياة كلها ليست إلاّ ثمرة ملفوف ضخمة ونحنُ في داخلها!.. هكذا تضيع «موارد الوطن» كما تضيع «زهرة شباب المواطن» والسلام.