تطمئن النفوس وتستبشر بما سيكون عليه مستقبل الوطن الكريم، حينما ترى مؤسساته التطوعية ذات الرسالة السامية وهي توجه شبابه وتحتوي حماستهم في خدمة مجتمعاتها ببرامجها ومناشطها الهادفة النافعة، التي تُعلم الشباب قيم التعاون والتآزر وحب الخير والعمل لصالح المجتمع والوطن. والندوة العالمية للشباب الإسلامي من هذه المؤسسات الوطنية العريقة، التي تسخر جهودها وتوجهها لخدمة الشباب المسلم في كل أنحاء العالم، ويأتي شباب المملكة على رأس اهتماماتها وأولوياتها، حيث قدمت لهم كثيراً من البرامج التوعوية والتنموية التي تطور من قدراتهم وتتبنى مواهبهم، وترشدهم للسلوك القويم الذي يتسم به المسلم، بل بلغ من اهتمامها وعنايتها بشباب المملكة أن أنشأت إدارة خاصة بالنشاط المحلي، ينبثق عنها ما يحتاج إليه الشباب من برامج وأنشطة. دعوة غير المسلمين كان ما قدمته الندوة العالمية للشباب مؤخراً، حملة دعوية مبتكرة بعنوان (خيرٌ لك من حُمْر النعم) نظمتها الفرق الشبابية بالندوة لدعوة غير المسلمين إلى الإسلام، بمشاركة عشرين شاباً متطوعاً، يقومون بتوزيع (USB) يحتوى على مواد تعريفية بالإسلام باللغة الإنجليزية، وهدايا رمزية مصاحبة، امتثالاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم (لئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حُمْر النعم). وانطلقت الحملة من المركز الطبي الدولي بجدة، ووزع 200 (USB) و200 زجاجة عطر لعدد من الممرضين والممرضات، وبعض المقيمين. نبذ العنصرية ومن إيمانها بقيم الإسلام التي ساوت بين جميع البشر، أطلقت حملة لنبذ العنصرية، تحت عنوان: (ما في فَرْق) وذلك بإقامة لقاء اجتماعي ضَمَّ جميع فئات المجتمع، لمناقشة العنصرية وأسبابها وطرق التعامل معها. وأقرَّ المتحدثون بوجود ظاهرة العنصرية كمرض يصيب أي مجتمع في العالم بين الفينة والأخرى، وهو مرض خطير يفتك بالمجتمعات، ويحولها إلى كتل متناحرة، ولفتوا إلى أن الإسلام ينبذ العنصرية والعصبية، ويحاربهما حرباً شعواء لا هوادة فيها، لذا فإن القوميات تنصهر في بوتقة الدين الإسلامي لتكوين أمة واحدة على أساس العقيدة والإيمان بالله تعالى. دورة الإعلام الجديد وحول مفهوم الإعلام الجديد أقامت الندوة بجدة أمس دورة تدريبية في (الإعلام الجديد وتغيير الصورة الذهنية) لشباب الفرق التطوعية، قدمها د. محمود الحربي بهدف تطويرهم وتأهيلهم في هذا المجال، حيث أوضح أن هذا المصطلح برز بشكل أكبر في الفترة الأخيرة، وعقدت لأجله عديد من الندوات واللقاءات، وحظي باهتمام كبير إذا أخذ يفرض نفسه بقوة كمعنى يكاد يتفق عليه الجميع وهو "إعلام الأفراد والمجتمع". شكراً لرجال النظافة ومن المبادرات المجتمعية كانت حملة «شكراً لرجال النظافة» التي أطلقتها الفرق الشبابية بالندوة، لعمال النظافة بمدينة جدة في الكورنيش الشمالي، بمشاركة 15 شاباً، قاموا بتقديم هدايا رمزية لعمال النظافة وبطاقات شحن للتواصل مع أسرهم ومشاركتهم في العمل على مدى ساعتين، شكراً لهم وعرفاناً بدورهم، وتهدف الحملة إلى تعزيز ثقة عامل النظافة بعمله الشريف، وتنبيه المجتمع بأهمية رجل النظافة ودوره وإسهامه في نظافة البيئة، والتعامل معه بالحسنى وإدخال السرور في نفسه وإيصال معنى الترابط الإنساني بين المجتمع وهذه الفئة. زيارة الدعاة ولا تغفل الندوة أن تربط بين الأجيال السابقة واللاحقة، خاصة العلماء والدعاة الذين يستفيد الشباب من تجاربهم ومعارفهم ومهاراتهم، وفي هذا الإطار كانت الزيارة لمنزل الدكتور الشيخ سلمان العودة بجدة، وجرى خلالها حوار مفتوح لساعتين تحدث فيهما عن أهمية التطوع، وكيفية التخطيط للحياة وشغل أوقات الشباب واغتنام مرحلة الشباب فيما ينفع الدين والمجتمع، والعمل على تنمية مهارات القراءة والاطلاع والبحث لدى الشباب، والحديث عن آخر مؤلفاته وأطروحاته الفكرية، كما أجاب فضيلته عن تساؤلات الشباب حول كثير من القضايا التي تهم المجتمع. مهرجان الأيتام وتحرص الندوة وشبابها على تنفيذ البرامج الإنسانية التي كان أبرزها مهرجان اليتيم تحت شعار: (افرح وفرّحهم) في مركز (الآيس لاند) الترفيهي بجدة، بمشاركة ستين يتيماً بهدف زرع الثقة في نفوسهم والترفيه عنهم ومساعدتهم على التعارف والتواصل فيما بينهم بمشاركة الشباب المتطوع ومجموعة من فئات المجتمع. اشتمل المهرجان على عديد من الفقرات الشيقة، كالألعاب الترفيهية، والمسرحيات والمسابقات المتنوعة والهدايا القيّمة، والتزلج والبولينغ، ودوري سداسيات في كرة القدم. كما تضمن فقرات ترحيبية وأناشيد شعرية. مع المرضى مع عمال النظافة على الكورنيش جوانب إنسانية مساعدة المعوزين جدة | عامر الجفالي