عنيزة – سليمان الفواز تجاهل أهم مرحلة في تاريخ المحافظة أثار معرض «تاريخ عنيزة»، الذي ينظمه المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات في محافظة عنيزة ضمن فعاليات ملتقى الشباب، ردود فعل مختصين في التاريخ، رأوا أن المعرض احتوى أخطاء تاريخية اشتملت على تجاهل حقب زمنية معينة، وإبراز شخصيات على حساب أخرى. وشددوا على أن التاريخ يجب أن يكتبه المؤرخون، «وليس الدعاة»، مطالبين أن يتم تصحيح وضع المعرض أو إلغائه، لأنه يقدم للشباب معلومات «مغلوطة». وأوضح المتخصص والباحث في الشؤون الاجتماعية والتاريخية، فايز الخالدي، أن المعرض اشتمل على سقطات وأخطاء، لا يمكن أن تمر على أي طالب مبتدئ يدرس التاريخ السعودي، مشيراً إلى أن هذا يعطي دلالة أن من قام على تنظيم المعرض يجهل كثيراً من التاريخ، ولم يستعن بمتخصصين. وقال إنه إضافة إلى الأخطاء، التي احتواها، فقد تجاهل مرحلة مهمة جداً بتاريخ عنيزةالمدينة، أو أهم مراحلها التاريخية، وهي مرحلة التأسيس، وأبرز أمراء المدينة والعوائل التي سكنتها في البداية، بينما أهمل شخصيات أخرى وعوائل أخرى، مضيفاً أن المصلحة العامة تقتضي تشكيل لجنة متخصصة لإعادة تنظيمه أو إلغائه. وذكر الخالدي أن الملتقى الذي يُقام المعرض ضمن فعالياته، مخصّص للشباب لتوجيههم واستغلال أوقات فراغهم بالمفيد والجيد، وتلقي المعلومات الصحيحة من جميع النواحي، لا أن يتم ظلمهم وتقديم معلومات تاريخية مغلوطة، صُممت بطريقة تظلم المجتمع، وبالأخصّ الشباب. من جانبه، قال المختص بالشأن التاريخي، عبدالرحمن العقيلي: «إن مكاتب الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات أنشأتها وزارة الشؤون الإسلامية، كي تتخصص في الشؤون الدعوية والإرشادية وتوعية الجاليات، لا أن تنظم معارض تاريخية»، مشدداً على أن للتاريخ متخصّصون، وهناك مراكز ثقافية لديها القدرة على تنظيم هذه الفعاليات التاريخية. وبيّن أن المعرض التاريخي المقام حالياً في عنيزة، جُلّ المعلومات التاريخية التي نشرها للجمهور، أُخذت عن مواقع إلكترونية ومنتديات كمصدر للمعلومات المنشورة، مشيراً إلى أن هذا الفعل خاطئ، لأن المنتديات ليست مراجع تاريخية يمكن الاعتماد عليها، مؤكداً أن الواجب هو البحث في الكتب التاريخية المعتبرة. وأشار العقيلي إلى خطورة نشر المعلومات عن المواقع الإلكترونية دون التحقق منها، موضحاً أن أي شخص يستطيع أن يكتب ما يشاء دون حسيب أو رقيب، بخلاف الكتب المعتبرة التي تعتبر حججاً تاريخية يمكن الاعتماد عليها. من جهته، شدد مشرف المعرض خالد الزاكان، على حرص المنظّمين على جمع المعلومات التاريخية من الموسوعات المعلوماتية العالمية، غير أنه أوضح أن أي عمل بشري مُعرَّض للخطأ، مؤكداً ترحيبهم بأية ملاحظات، كي يتمكنوا من معالجتها.