قتل ستة جنود على الأقل السبت في معارك دارت في بنغازي بين القوات الخاصة الليبية ومجموعة مسلحة، ما يكشف عن صراع نفوذ بين الميليشيات والقوات النظامية للسيطرة على المدينة التي تعتبر عاصمة الشرق الليبي. وتأتي هذه المواجهات بعد أسبوع من اشتباكات دامية دارت في بنغازي، مهد الحركة الاحتجاجية التي أدت إلى سقوط نظام معمر القذافي، بين متظاهرين مناهضين للميليشيات وكتيبة موالية للإسلاميين. واندلعت الصدامات مساء الجمعة وتكتفت عند الفجر مع دوي تبادل إطلاق نار كثيف وكذلك أصوات انفجارات قرب مقر قيادة القوات الخاصة "الصاعقة والمظلات" في الجيش وفي حي الليثي على طريق المطار بحسب مراسل لوكالة فرانس برس وشهود عيان. وقالت القوات الخاصة "الصاعقة" على صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك إن اشتباكات بالأسلحة الخفيفة اندلعت بين عناصرها ومجموعة من "الخارجين عن القانون" تخللها إطلاق قذائف. وفي وقت لاحق، أشارت إلى سقوط ثلاثة قتلى في صفوفها وكذلك جريحين في صفوف الجنود مؤكدة أن الضحايا قتلوا فيما كانوا "يدافعون بشرف وقوة وبسالة" عن "شرعية الدولة". ثم أعلنت في وقت لاحق أن جنديين آخرين تمت "تصفيتهما"، متهمة بوضوح إسلاميين متطرفين بالوقوف وراء مقتلهما. وأوضح المتحدث باسم الغرفة الأمنية المشتركة لتأمين بنغازي محمد حجازي أن الجنديين وقعا في كمين أثناء توجههما إلى مكان عملهما وقتلا "ذبحا"، مشيرا الى ان مقتلهما يرفع حصيلة خسائر القوات الخاصة الى ستة قتلى وخمسة جرحى. واتهم الضابط عصابات من "المجهولين الملثمين"بارتكاب هذه الاعتداءات، مؤكدا أن "هدوءاً حذراً" يسود المدينة منذ بعد ظهر السبت. من جهته، أعلن رئيس الغرفة الأمنية المشتركة في بنغازي العميد محمد الشريف أن "الجهات الأمنية المختصة تعرف الأشخاص المتورطين في الهجمات على مقرات الجيش الليبي بمدينة بنغازي"، بحسب ما نقلت عنه الوكالة الرسمية. وقال الشريف في بيان أوردته الوكالة إن "مصادرنا من أفراد الأمن الذين كانوا متواجدين بين المتظاهرين الملثمين يعرفون هؤلاء الأشخاص المتورطين شخصيا، وقد تم القبض على مجموعة منهم وهم قيد التحقيق، وأدلوا بمعلومات حول هذه الهجمات". أ ف ب | بنغازي