قال وزير العدل عضو هيئة كبار العلماء، الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، في رسالةٍ بعث بها إلى الشيخ يوسف القرضاوي، إن موقفه الأخير مما يجري في سوريا وتلاقيه مع موقف علماء المملكة من «حزب الله» يؤكد «أصالة المعدن ورسوخ العلم وجزالة الرأي». وشكر الوزير الشيخ القرضاوي على «فيض مشاعره الإيمانية والغيرة الإسلامية والإنسانية، وعلى تثمينه المستمر لدور إخوانه في المملكة». رسالة العيسى محمد العيسى وقال الوزير العيسى في نص رسالته: «سماحة الشيخ الدكتور يوسف بن عبدالله القرضاوي سلمه الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد: فأسأل المولى جل وعلا لفضيلتكم دوام العون والتوفيق والتسديد، وسرني ما عبَّرتم عنه في كلمتكم الضافية حول الأحداث على الأراضي السورية، وما تضمنته من مشاعر صادقة نحو إخوانكم علماء المملكة العربية السعودية، وتلاقيكم معهم في الرؤية الشرعية والإنسانية والأخلاقية لاستنكار مسلسل الإبادة الحزبية لأبناء الشعب السوري من قبل عناصر كشفتها الأحداث ليسجل بها التاريخ في صفحاته القاتمة فصولاً يندى لها الجبين انتهكت فيها الدماء والأعراض في مشاهد مروعة بنزعات طائفية ضاقت عن استيعاب رحابة الإسلام والمعاني السامية لأُخوَّته، حتى ساء كل مخلص غيور على أمته أن تُدوَّن مآسيها على ثرى العروبة والإسلام وأمام الضمير العالمي وهو يشهد كل يوم انتهاكات صارخة لمواثيقه وأعرافه وحشده المتكرر لحفظ حقوق الإنسان دون أن يحرك لها ساكناً». أصالة المعدن وتابع وزير العدل في رسالته للشيخ القرضاوي «إن فيض المشاعر الإيمانية والغيرة الإسلامية والإنسانية التي أفصحتم عنها تؤكد أصالة المعدن، ورسوخ العلم، وجزالة الرأي، بكلمة حق وصدق يثبت بها الكبار في مواقف مشهودة يصدع بها أهل العلم والإيمان، لتعلن للجميع أن أمة الإسلام لا تزال بخير وهي تدخر علماء ربانيين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، مقدرين لسماحتكم تثمينكم المستمر لدور إخوانكم في المملكة العربية السعودية في الحضور الإسلامي واليقظة لمحاولات اختراق تضامن الأمة، وشق صفها، ومخالفة كلمتها من كل مدخول في منهجه ومقصده، امتداداً للدور التاريخي والاستحقاق الإسلامي الذي تضطلع به المملكة عبر تاريخ مضيء يحفل بشرف المطلب وحسن المقصد، يرعى أمانته اليوم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله- الذي جعل من وجدانه الكبير محضناً لهموم أمته بخاصة والقضايا الإنسانية بعامة، مغلِّباً لغة الحكمة والحوار، متجاوزاً الحسابات الضيقة إلى صيغة إسلامية عالمية، ومنطق إنساني يخاطب الوجدان بروح جامعة تبشر ولا تنفر وتجمع ولا تفرق، تسمو فوق كل هدف لا تتكامل به منظومة الأخلاق الإسلامية ومظلتها الشاملة، وأهدافها الإنسانية السامية، متمثلاً قول الحق سبحانه «وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون»، هذا والله أسأل أن يزيد فضيلتكم من فضله ويسبغ عليكم من نعمه، في عمر مديد وعمل صالح متقبل مبرور، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته». «عين الإنصاف» صالح آل الشيخ كما أعرب وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، عن شكره للشيخ الدكتور يوسف القرضاوي على كلمته التي ألقاها مؤخراً وتبرَّأ فيها مما يسمى حزب الله وإيضاحه أنه كان يخالف علماء المملكة العربية السعودية في شأن الحزب حتى تبين له أن قولهم وقول علماء السنة هو الأنفع والأصوب والأعرف بحقائق المتربصين بأهل السنة. وقال وزير الشؤون الإسلامية: إن كلمة فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي التي يثني فيها على موقف علماء المملكة العربية السعودية وعلماء أهل السنة هي عين الإنصاف، والعلماء دائماً أهل إنصاف وعدل، لما أخذ الله عليهم من الميثاق أن يبينوا الحق للناس ولا تأخذهم في الحق لومة لائم، والواجب على علماء المسلمين من أهل السنة والجماعة جميعاً أن يكونوا يداً واحدة كما أمرهم الله جل وعلا بقوله «وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون»، وقوله تعالى «وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان»، وقوله تعالى «إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص». وأضاف قائلاً «وكلمة الشيخ يوسف القرضاوي في علماء المملكة في موقفهم مما يسمى حزب الله وما فعله بأهل سوريا الشقيقة تُسجَّل له؛ لأن فيها توحيداً لموقف علماء أهل السنة والجماعة في المملكة وفي أقطار المسلمين جميعاً مما يهدد عقيدتهم ويهدد بقاءهم في بلدانهم ويهدد الأمن الديني لأهل السنة وعدم اختراق بلدانهم أو اختزالها». أمن أهل السنة وأكد وزير الشؤون الإسلامية أن علماء المملكة ينطلقون في مواقفهم وآرائهم وتقييمهم من حقائق وأدلة الكتاب الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم وما كان عليه أئمة أهل السنة والجماعة من الأئمة الأربعة وأتباعهم، ولهم يد مشكورة في إيضاح الحق بدليله وخاصةً في مسائل العقيدة وما يهدد أمن أهل السنة في بلدانهم من المذاهب والتيارات الفكرية التي تريد انتزاع هويتهم أو إحداث خلل في بلدانهم. وأكمل «إننا في المملكة العربية السعودية ننعم بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – أيده الله- الذي يحرص على نصرة المسلمين والدفاع عنهم وحماية أهل السنة والجماعة مما يهدد هويتهم، وإقامة العدل ونصرة المظلوم، فجزاه الله عنا وعن المسلمين أحسن الجزاء ووفقه إلى كل ما فيه عز الإسلام وصلاح المسلمين ورفع رايتهم».