دوَّى هتاف «الموت للدكتاتور» في سماء مدينة «أصفهان» الإيرانيّة، ردّده عشرات آلاف المشيّعين لجنازة «طاهري» رجل الدين وخطيب جمعة «أصفهان سابقاً» الذي قدّم استقالته بعد توجيه رسالة نقد مفتوحة موجّهة للنظام. ورفضت السلطات الإيرانيّة تلبية وصيّة «طاهري» بدفنه بجوار «منتظري» وهو أحد مراجع الشيعة ب«قُم» الذي وضعه النظام أربع سنوات تحت الإقامة الجبريّة لمعارضته الشديدة له خشية من أن تعمّ المسيرات الاحتجاجيّة بقيّة المدن. وتعد الحادثة هي الأولى من نوعها بعد أربع سنوات على الاحتجاجات الشعبيّة العارمة إثر عملية تزوير نتائج الانتخابات الرئاسيّة لصالح «نجاد» وما رافقها من أعمال قمع وقتل وإبادة، وتؤكّد مدى الرفض الشعبي للنظام الحاكم مع إمكانيّة تكرارها لتكون نواة لاندلاع ثورة تعمّ إيران بنزول الملايين للشارع. ويمكن وصف المسيرة ضد الدكتاتور «خامنئي» بمثابة «تصويت أهالي أصفهان نيابة عن كل الشعب الإيراني تجاه التنصيبات القادمة». وتسرّب استطلاع مصوّر لرأي الشارع الإيراني حول مناظرة مرشّحي مسرحيّة الانتخابات الرئاسيّة وجاءت ردود الأفعال عكس ما يشتهيه النظام تماماً ويؤكد عدم قناعة الشارع الإيراني بأيّ من المرشّحين وأن المناظرة لا تستحق حتى المتابعة. ووصفها المشاركون ب«الهزيلة والضعيفة وشديدة العموميّة وغير الجادّة ولا ترتقي لمستوى رئاسة الجمهوريّة ولا تتجاوز مستوى روضة الأطفال»! وحين تلتقي رؤى الشارع الإيراني الرافض للنظام بمسيرة «أصفهان» الحاشدة فإنها قادرة على إشعال شرارة الثورة في إيران.