بدأت إحدى الشركات الإسبانية المتخصصة في مشروع ترميم وتأهيل حي سمحان في الدرعية التاريخية وتحويله إلى متحف تراثي. ويمثل هذا المشروع، الذي تنفذه الهيئة العامة للسياحة والآثار، باكورة المشروعات الوطنية لشركة الفنادق التراثية التي أقر إنشاءها مجلس الوزراء في إطار اهتمام الدولة بالمحافظة على التراث الوطني وتطويره وتوظيفه واستثماره. وبدأت منذ نحو شهر المرحلة الأولى من المشروع، التي ستنتهي خلال الأربعة أشهر المقبلة، وتتضمن إجراء الدراسات الإنشائية، والدراسات البيئية، والدراسات المتعلقة بتربة الموقع، وازالة الأنقاض، وكشف الأساسات، وإجراء الدراسات التاريخية والرفع المساحي للوضع الراهن، حيث تؤخذ عينات من الجدران والأرضيات وتتم دراستها من الناحية التاريخية والإنشائية، فضلاً عن القيام بعمليات الفحص البصري لجميع المنازل وعناصر الموقع المختلفة. وتستهدف هذه العمليات توثيق الحالة الراهنة للحي، وتركيبتها الهيكلية، إلى جانب دراسة المنطقة المحيطة بالموقع والتأثيرات الحالية والمستقبلية. وستشمل الدراسة وضع الخطط المعمارية المتكاملة لتحويل الحي إلى فندق تراثي وفق المقاييس والمعايير الدولية المتبعة، بما في ذلك التصاميم وعمل الدراسات المساحية والتاريخية الخاصة بمعرفة مراحل التطور العمراني للحي عبر الحقب المختلفة، فضلاً عن إجراء الدراسات عن مباني الحي القديمة. ويشمل المشروع معالجة وترميم المباني القائمة في حي سمحان بجميع عناصرها المعمارية، بما يحافظ على مفرداتها وخصائصها التي تعكس نمط الحياة في الدرعية القديمة ممثلة في هذا الحي التاريخي، وإعادة بناء المتهدم باستخدام مواد البناء الأصلية التي شيدت بها منذ بداية تأسيسها الأول لتحافظ بذلك على عبق الماضي وعراقته، وتحمل عناصر الحداثة في الوقت ذاته. ويشرف على أعمال الترميم خبراء ترميم إسبان من المجموعة الإسبانية الدولية للترميم التي تتكون من عدد من شركات الترميم العائلية. ويهدف المشروع إلى أن توفر بيئة الفندق للنزيل الحياة القديمة الرائعة في الدرعية بجميع تفاصيلها، مما يحقق التواصل الثقافي والحضاري بين الأجيال المتلاحقة، ويتماشى مع رؤية الهيئة في دعم التنمية الاجتماعية والثقافية الاقتصادية من خلال توفير الفرص الوظيفية للمواطن ودعم الناتج المحلي والمردود الاقتصادي بشكل عام. وكان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، قد التقى في ربيع الأول العام الماضي، وفد المجموعة الإسبانية الدولية لترميم وتأهيل التراث العمراني للاطلاع على خطة المجموعة لتأهيل وتطوير حي سمحان الأثري في الدرعية التاريخية، بما يتكامل مع الخطة العامة للمحافظة على الدرعية التاريخية التي تنفذها وتشرف عليها الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض بمشاركة الهيئة، ومن ذلك تطوير التصورات التصميمية لإنشاء فندق تراثي في الحي. يشار إلى أن اللجنة التنفيذية العليا لتطوير الدرعية كانت قد قررت في اجتماعها الثالث عشر الذي عقدته في محرم 1432ه برئاسة رئيس اللجنة التنفيذية العليا لتطوير الدرعية الأمير سلمان بن عبدالعزيز، تسليم الهيئة العامة للسياحة والآثار حي سمحان، باعتباره منطقة مخصصة للاستثمارات الخاصة. الرياض | الشرق