كشفت صحيفة وورلد تريبون عن استيراد العراق قطع غيار الطائرات المقاتلة الأمريكية من شركات إسرائيلية، في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الدفاع العراقية عن تسلُّم الدفعة الأولى من طائرات أف 16 الأمريكية نهاية العام الجاري، وأكدت أن السلاح الروسي سيبدأ العراق في تسلمه في عام 2014، وقال وزير الدفاع سعدون الدليمي، في حديث صحفي أمس، إن «العراق سيتسلم نهاية العام الحالي دفعة من طائرات أف 16 الأمريكية الصنع»، من دون أن يوضح عدد الطائرات الواردة ضمن الوجبة التي سيتسلمها العراق. وكان العراق وقع اتفاقاً مع واشنطن لشراء 36 طائرة مقاتلة طراز أف 16، فيما أكدت رغبة الحكومة العراقية في زيادة عدد هذه الطائرات في «المستقبل القريب» لحماية الأجواء العراقية، وتعدّ طائرات أف 16 التي تنتجها مجموعة جنرال دايناميكس الأمريكية، وتصدر إلى نحو عشرين بلداً، المقاتلة الأكثر استعمالاً في العالم، وتأتي صفقة التسليح هذه ضمن الاتفاقية الأمنية الموقعة بين بغداد وواشنطن في نهاية تشرين الثاني 2008 التي تنص على تدريب وتجهيز القوات العراقية. وفي هذا الإطار، أكدت وزارة الدفاع الأمريكية أن العراق تسلم آخر دفعة من طائرات مروحية قتالية مدرعة، فيما أعلنت بغداد أنها في انتظار تسلم طائرات أف 16 وتبذل جهوداً حثيثة لبناء القوات الجوية كونها السلاح الأهم في المنظومة العسكرية، بعد أن أجازت لإسرائيل تزويد العراق بالأسلحة وقطع الغيار بموجب عقد بقيمة 31 مليون دولار، وقالت صحيفة وورلد تريبيون الأمريكية إن البنتاجون منح عقداً لشركة «Elbit Systems» الإسرائيلية يمكِّنها من توريد مكونات الطائرات للعراق. ونقلت الصحيفة الأمريكية عن بيان مسؤولي البنتاجون الذي أوضح أن عقد التوريد سوف يستمر حتى أكتوبر 2015 واشترط أيضاً تقديم معدات مجهولة الهوية لإسرائيل، ووفق بيان البنتاجون فإن الجهات التي تستعين بالخدمات العسكرية هي الأسطول الأمريكي وسلاح الجو الأمريكي والعراق وبلجيكا والكويت وتايوان وتشيلي، موضحاً أن وكالة الخدمات اللوجيستية الدفاعية لشؤون الطيران هي التي ستتولى مهمة الإشراف على المشروع. ومن الواضح أن هذا الحديث لا يأتي من فراغ، وفقاً للصحيفة، وإنما يخضع لثوابت وشروط متفق عليها بين تل أبيب وواشنطن، فالولايات المتحدةالأمريكية كانت قرَّرت بيع العراق أربعين طائرة من طراز أف 16، وهذه الطائرات موجودة في العراق، حيث تركها الجيش الأمريكي في إحدى القواعد عند انسحابه، لكن احتجاج إسرائيل على الموضوع ألغى الصفقة وأبدلها بطائرات من طراز أف 15 الخفيفة والضعيفة. ومن جانب آخر، كانت قد اكتشفت مجموعة من المتدربين على مقاتلات أف 16 وجود أجهزة تسجيل داخل هذه المقاتلات من صُنع إسرائيلي، مما دفع العراق إلى توجيه رسالة عن طريق قائد القوة الجوية العراقية إلى شركة لوكهيد مارتن الأمريكية المصنعة للمقاتلة المذكورة، مع الأخذ بالعلم أن هذه الشركة هي لمالك إسرائيلي قال في حينها إن المقاتلات الأمريكية من طراز إف 16 الموجودة في سلاح الجو العراقي والمصري والعماني والتركي تحتوى على أجهزة تسجيل معلومات إسرائيلية الصنع من نوع «TEAC» من إنتاج شركة «RADA» الإسرائيلية. لكن الشركة الأمريكية لم تعلق على رسالة القوة الجوية العراقية لأنها في حالة الاستجابة لاستبدال جهاز تسجيل المعلومات الإسرائيلي الصنع بآخر أمريكي سيكلفها ذلك مبالغ طائلة، واختارت الصمت وتجاهُل الرسالة العراقية.