حذّرت اختصاصية التغذية رند بدوي المرأة الحامل من اتباع الحميات الغذائية غير الصحية خلال الحمل، لأنه يهدد صحة الجنين، وقد يؤدي إلى وفاته، أو يجعل وزنه أقل من الطبيعي وتعرضه للإصابة بأمراض القلب وارتفاع الضغط والسكر، وقد يسبب تكوين أجسام كيتونية في السائل الأمنيوسي، مما يؤثر في وظائف المخ للجنين، ويؤثر بالسلب على الرضيع ومن ثم يؤثر على الأم، حتى بعد عملية الولادة، مؤكدة أن الحمية الغذائية غير الصحية التي تتبعها الحامل أثناء شهور الحمل الأولى تزيد من فرص إصابة الجنين بمرض السكرى فيما بعد الولادة أو فترات لاحقة، بسبب قدراتهم الجسدية المحدودة على تخزين كميات الدهون المناسبة التي تحدّ من الإصابة بالسكري، وقالت «إن سوء التغذية في مرحلة الحمل تؤثر سلباً في صحة الجنين، حيث تتراكم الدهون والشحوم في مناطق غير صحيحة في الجسم، مما يجعلها أكثر ضرراً على الكبد والعضلات، كما أظهرت إحدى الدراسات أن تقليص كمية الطعام لا يحرم الجنين فقط من المغذيات الضرورية، بل يعرضه لخطر الموت، كما أظهرت بعض الدراسات أن النساء «النحيفات» يمكن أن ينجبن أطفالاً أوزانهم أقل من الوزن الطبيعي، فمن الضروري أن تأكل الحامل بطريقة صحية لتأمين كل المعادن والفيتامينات التي يحتاجها الجسم، كما ينصح الأطباء والخبراء المرأة الحامل بتناول مجموعة من الوجبات الصغيرة يومياً بدلاً من تناول وجبتين أو ثلاث وجبات كبيرة، وذلك لأن المعدة في فترة الحمل تكون في حالة من الانكماش بسبب كبر الرحم، وعلى المرأة الحامل ألا تملأ معدتها كثيراً، وأن تحاول دائماً الحفاظ على صحتها والبعد عن الرجيم أثناء فترة الحمل. وأضافت أن إحدى الطرق التي يتعامل فيها جسم الإنسان مع النظام الغذائي السيئ تكون بتخزين السعرات الحرارية الزائدة في الخلايا الدهنية، في الوقت الذي لا تتحمل تلك الخلايا استيعاب كميات الدهون الزائدة، فتترسب في أماكن أخرى مثل الكبد، مما يشكل خطراً داهماً على حياة الإنسان ويسبب الإصابة بمرض السكرى من النوع الثاني، كما أكدت الدراسات أن الزيادة في وزن المرأة الحامل تعدّ أمراً ضرورياً، وليس خطراً، بشرط أن تكون الزيادة في الوزن طبيعية وليست مفرطة، فمن الطبيعي أن يزيد وزن المرأة الحامل من عشرة إلى 15 كيلو، وتعتمد الزيادة المحبذة للوزن خلال فترة الحمل على الحالة الغذائية للحامل قبل الحمل سواء أكان الوزن مناسباً أم كانت الحامل تعاني من النحافة أو السمنة، ويمكن تقدير الحالة الغذائية بطريقة تقريبية تعرف بمؤشر كتلة الجسم (Body Mass Index BMI)، حيث يقسم وزن المرأة بالكيلوجرامات على مربع طوله بالأمتار، فإذا كانت النتيجة أقل من 19.8، فهذا يعني أن المرأة تعاني من النحافة، وإذا كانت بين 19.8 إلى 26 كان الوزن مناسباً أو مقبولاً، وإذا تراوحت النتيجة بين أكثر من 26 إلى 29، فهذا يشير إلى زيادة الوزن، أما إذا زادت النسبة عن 29 فهذا يدل على أن المرأة تعاني من السمنة، وتؤدي السمنة المفرطة أثناء الحمل إلى ارتفاع معدلات الإصابة بتشوهات الجنين العصبية، وارتفاع الضغط وزيادة تسمم الحمل وسكر الحمل، وعدوى المسالك البولية وسلس البول، وولادة الأم قيصرياً، وطول مدة عملية الوضع وفقدان الدم أكثر، أو التعرض لحمى النفاس بعد الولادة، وارتفاع معدل وفيات المواليد.