جازان – عبدالله البارقي، علي الجريبي عضو هيئة كبار العلماء: على الجهات المسؤولة إنزال العقوبات التعزيرية بحق مرتكبي التصوير. شرطة جازان: تم إحالة القضية لجهات الاختصاص للتحقيق. انتشر خبر تصوير عدد من الشباب لأجساد متوفيات في منطقة جازان انتشار النار في الهشيم، واستنكر المجتمع على نطاق واسع حادثة تصوير عورات النساء المتوفيات التي شهدتها منطقة جازان (محافظة أحد المسارحة) الأسبوع المنصرم، وعدوه عملا شنيعا وتصرفا لا ينم عن خلق ومروءة، ولم يردعهم عن ذلك دين ولم يمنعهم من إقدامهم سلوك حسن، مطالبين بعقوبات صارمة بحق مرتكبي ذلك الفعل، بحق نساء متوفيات، معتبرين ذلك خروجا عن تعاليم الدين الإسلامي، ومنهج الإنسانية لحفظ كرامة الإنسان التي حرم الدين المساس بها، وستر عوراتهم سواء كانوا أحياء أو أمواتا. «الشرق» تابعت الحادثة منذ وقوعها حيث أفادت مصادر مطلعة بأن دائرة العرض والأخلاق في هيئة التحقيق والادعاء العام في منطقة جازان فتحت التحقيق مع مرتكبي التصوير للنساء المتوفيات في حادث أحد المسارحة مساء الخميس الماضي. الأمير محمد بن ناصر وكان توجيهاً عاجلاً صدر من أمير جازان الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز للجهات المختصة يطلب فيه سرعة ملاحقة الشباب الذين أقدموا على تصوير عورات النساء المتوفيات والاعتداء بالضرب على مسعفي الهلال الأحمر والقبض عليهم وإحالتهم لجهات التحقيق. تفاصيل الجريمة كان مجموعة من الشباب قد قاموا بمضايقة إحدى فرق الهلال الأحمر والاعتداء على أفرادها وعرقلتهم عن عملهم الميداني أثناء وبعد مباشرتهم نقل ضحايا حادث مروري وقع في محافظة أحد المسارحة نهاية الأسبوع المنصرم، حيث عمد الشباب إلى تصوير النساء المتوفيات في الحادثة وانتهاك حرماتهن، وعلى الفور تمكنت الجهات الأمنية من القبض على المشتبه بهم، وفتح ملف بالقضية معهم وإحالتهم للجهات المختصة. شكوى رسمية العقيد عوض القحطاني وأوضح الناطق الإعلامي لشرطة جازان العقيد عوض القحطاني « إن الجهات الأمنية تلقت بلاغا من أحد المسعفين التابعين لفرقة الهلال الأحمر التي باشرت حادثا مرورياً على الطريق الدولي بالقرب من تقاطع قرية الحوراني يتهم فيه شخصاً بأنه كان يقوم بعمليات تصوير مخالفة تماماً، حيث توجه إليه وقتها أحد رجال الأمن وقام بتفتيش جواله ولم يجد به ما يؤكد صحة ذلك، ليشير الرجل المعني بقضية التصوير إلى أن بينه وبين المسعف خلافات شخصية استغلها في هذا الموقف، وطلبت الجهات الأمنية من المسعف تقديم شكوى رسمية للشرطة بالواقعة، وأضاف «في اليوم نفسه تلقت شرطة أحد المسارحة بلاغا من المستشفى العام يؤكد وجود مشاجرة بين مواطن ومسعف لتتوجه فرقة أمنية وتباشر القضية، ولكنها لم تجد سوى المسعف بالمستشفى، الذي ذكر أن مواطنا يمتلك سيارة من نوع نيسان قام بالتلفظ عليه والهروب من الموقع ليتم مباشرة التعميم بمواصفات المتهم التي أدلى بها المسعف، وتسجيل محضر رسمي بالحالة وعلى ضوئه أحضرت الجهات الأمنية الشخص المدعى عليه وتسليمهما مع كامل تفاصيل القضية إلى جهة الاختصاص لاستكمال الإجراءات القانونية بحقهما والتعرف على حقيقة التهم المنسوبة إلى المواطن التي تقدم بها مسعف الهلال الأحمر.» خلفية الحادثة وكانت «الشرق» قد نشرت في عددها الصادر يوم السبت الماضي خبر حادث مروري تناثرت جراءه جثث عائلة خارج السيارة، وانكشفت عوراتهم، حيث عمد بعض الشباب المتجمهرين إلى تصوير العورات بكاميرات الجوال دون مراعاة لحرمة الموتى، فبادر أحد المسعفين من الهلال الأحمر السعودي إلى ستر عورات الجثث من فضول الجمهور، وإبلاغ الدورية الأمنية الموجودة بأن ثلاثة شبان من المتجمهرين قاموا بتصوير عورات الموتى، فهرب الثلاثة قبل القبض عليهم من قِبل الدورية. وقد صاحب ذلك تعرض فرقة الهلال الأحمر السعودي إلى اعتداء من قِبل شباب بالضرب والشتيمة، بينما كانت تسلم الحالات إلى مستشفى أحد المسارحة، وأثناء استكمال الإجراءات، والخروج من المستشفى، لتتفاجأ بالشباب أنفسهم الذين قاموا بالتصوير، ينهالون عليهم بالشتائم والضرب، ما أدى إلى تدخل الحراسات الأمنية للمستشفى، فلاذ المعتدون بالفرار عندما قام أحد المسعفين بالاتصال بالدوريات الأمنية، وأخذ أرقام لوحات سياراتهم. استنكار العلماء د. علي الحكمي من جانبها استنكرت هيئة كبار العلماء الحادثة، حيث قال عضو هيئة كبار العلماء الدكتور علي بن عباس الحكمي ل «الشرق» إن عورات المسلمين محاطة في الشريعة الإسلامية بسياج من الحظر الشديد ولا يجوز لأحد انتهاكه مهما كان، حتى أنه لا يحل للمسلم أن يكشف عورة نفسه أمام الآخرين أو يأذن لأحد بذلك إلا عند الضرورة القصوى، وعورات النساء أشد تحريما، ولهذا فإن محاولة النظر إلى عورات الناس من المنكرات العظيمة، ويعظم الأمر أكثر ويشتد قبحه في حق الأموات لأنه عدوان على من لا يستطيع دفع الضرر عن نفسه. فعل قبيح وتابع الحكمي قائلاً» أما تصوير عورات الناس أحياء أو أمواتا فهذا يكون أشد في التحريم وينبغي أن يكون أغلظ في العقوبة، ولن يقدم على هذا الفعل القبيح إلا من تجرد عن أدنى معاني الإنسانية والخلق الكريم، فيجب على الجهات المسؤولة إنزال العقوبة التعزيرية الشديدة على كل من يفعل هذا الفعل المشين الذي تأباه الفطرة السليمة وتنفر منه النفوس الشريفة. ونصح الحكمي الشباب قائلا: على شبابنا خاصة – وهم والحمد لله على خير وصلاح ومروءة وإن كان فيهم قلة يخالفون القاعدة فيمارسون بعض التصرفات المقيتة – أن يراقبوا الله فيما يفعلونه. وقال: أخاطب فيهم نخوتهم وشهامتهم فضلا عن دينهم أن يبتعدوا عن هذه الأفعال التي لا تليق بإنسان سوي يدين بدين الإسلام، بل وأستحلفهم بالله هل يرضون بذلك لأنفسهم أو أقاربهم أو محارمهم. سلوك خطير المحامي عبد الكريم القاضي ووصف المحامي عبدالكريم القاضي ماقام به الشباب من عملية تصوير عورات النساء بالسلوك الخطير، محذراً من اتخاذ هذا المنحى، وقال ل «الشرق» إن قيام بعض الأفراد بأعمال توثيق وتصوير بكاميرات الهواتف أو الكاميرات الأخرى، باستثناء الأشخاص المصرح لهم، الذين يمثلون الجهات المعنية، للحوادث المرورية وحوادث الحرائق، والكوارث التي قد تلحق بالأشخاص، هو عمل مرفوض عرفاً وقانوناً. مشيراً إلى أن المبادرة والتدخل لإنقاذ الآخرين في الكوارث والحوادث واجب إنساني يتطلب الحكمة وعدم المجازفة غير المحسوبة بالتعدي على خصوصياتهم في وضع لايمكن أن يسمحوا بتصويرهم أو ذويهم وحرماتهم، منتقداً ما يقوم به البعض من التفرغ فضولاً للفرجة والتوثيق للموقف بالتصوير بكاميرات الهواتف والكاميرات الأخرى دون التدخل أو محاولة الإنقاذ أو حتى التفكير في أي طريقة قد تساعد على الإنقاذ أو تقليل الضرر، وهذا يعد سلوكاً خطيرا يجب إيقافه. أبو راشد ل الشرق: عقوبة مصوِّري العورات التعزير بالسجن والجلد أبها – عبده الأسمري قال المحامي والمستشار القانوني خالد أبو راشد ل «الشرق» إن تصوير عورات الموتى خلال الجنائز أو المصابين في الحوادث المرورية أمر لا يجوز مؤكدا أنه يجوز لعائلة المصاب أو ورثة المتوفى رفع قضية في المحاكم العامة لمقاضاة من تورط في ذلك شريطة أن يكون الموضوع مثبتا لديه وتم جمع الأدلة والبراهين التي تؤكد ذلك مضيفا أن ذلك يعد انتهاكا صريحا لحرمة الموتى والأحياء وتصويرهم يعد مخالفة شرعية تستوجب المقاضاة. وأوضح أن القضاء يفصل في هذه القضايا بعقوبة تعزيرية تصل إلى السجن أو الجلد أو كلاهما معا. وأضاف «أن هذا الأمر مخالف للشرع وللآداب العامة ومن الخطير جدا وجود مثل هذه الظاهرة، ولا بد من اتخاذ الإجراءات الصارمة حيال من يتورط في ذلك ولو خرجت قضايا في هذا الجانب وتم الحكم فيها قضائيا فإن ذلك سيصب في صالح وقف هذه الظاهرة السيئة والدخيلة وبالتالي نستطيع مع الوقت أن ننتهي من وجود الظاهرة ونجتثها عندما يُعلن أن بعض الأشخاص المتورطين في تصوير عورات الموتى أو الأحياء قد تم الحكم عليهم بالسجن والجلد لتماديهم وعدم احترامهم لخصوصيات الناس وحرمتهم. كثيرون يرصدون الحوادث بالصور دون مرعاة حرمات المتوفين والمصابين (الشرق)