أكد عميد القبول والتسجيل في جامعة جازان، الدكتور حسن إسحاق، أن معتقد الواسطة متأصل في الأذهان، وأن المجتمع مازال يعيش على بعض المعتقدات الخطأ التي يجب أن يسعى الجميع لنبذها، مبيناً أن برامج الانتساب تهدف إلى استيعاب أكبر عدد ممكن من الطلاب للدراسة الجامعية. ورأى إسحاق أن العلاقة بين المسؤول والمراجع هي في الأصل علاقة تبادلية، فالمسؤول والمراجع مواطنان أولاً وقبل كل شيء، فيجب أن تكون العلاقة حميمية تتمتع بروح التعاون والرحمة. وأوضح في حواره مع “الشرق” أن محدودية الكوادر البشرية في القبول والتسجيل خير من العدد الوفير من الموظفين، جازماً بأن المخلصين المنتجين خير من الذين ربما تواكلوا على بعضهم البعض في إنجاز المهام الموكلة إليهم، مؤكداً أن الخدمات الإلكترونية من الأولويات التي يسعون لتحقيقها وإتاحتها لطلاب جامعة جازان. موضحاً أنه يتواصل مع طلاب الجامعة عبر “الفيس بوك” لتلمس حاجاتهم ومعرفة مطالبهم، وتطرق إسحاق للعديد من القضايا التي تهم طلاب الجامعة، والخطط المستقبلية، في ثنايا الأسطر الآتية: - يطالب عدد من أولياء الأمور بإلغاء اختبارات “قياس”، فما تعليقكم؟ المطالبون بإلغاء هذه الاختبارات إما أنهم أولياء أمور يشعرون بأن هذه الاختبارات تسببت في حرمان أبنائهم وبناتهم من فرصة أفضل لو تمت المنافسة بشرط معيار الثانوية فقط، أو أناس لم يتجرعوا مرارة وجود طلاب على مقاعد الدراسة الجامعية وهم غير قادرين على مواكبة متطلبات هذه المرحلة، ولكن لو تجرد الإنسان ونظر للأمر بحيادية لوجد أننا في عصر العولمة، ونحتاج لمثل هذه الاختبارات التي لها دور في إبراز بعض القدرات والكفاءات، التي ربما لا يمكن قياسها من خلال المناهج الدراسية، والمركز الوطني للقياس والتقويم يحرص المسؤولون على أن يؤدي رسالته بالشكل الأمثل، وأود أن أذكر هؤلاء بأن مثل هذه الاختبارات تقيس بعض المهارات التي تحتاج إلى تدريب وممارسة، مثلها مثل اختبار القبول لمرحلة البكالوريوس في الجامعات الأمريكية (SAT)، بالإضافة لاختبارات القياس العالمية الأخرى، كاختباري (TOEFL)، (GRA)، (GMAT). - يتيح عدد من الجامعات التحويل من الانتساب إلى الانتظام في حال حصول الطالب على معدل يؤهله منتظماً، لماذا لم نر هذا الأمر في جامعة جازان؟ أتاحت الجامعات برامج الانتساب بهدف استيعاب أكبر عدد ممكن من الطلاب للدراسة الجامعية، خصوصاً تلك الفئة من الطلاب الذين لم يحققوا الدرجات المطلوبة للقبول في الانتظام. وجامعة جازان قد أتاحت التحويل من برامج الانتساب إلى الانتظام إذا حقق الطالب شروطاً معينة ومعلنة، أما برامج التعليم عن بُعد فمازالت القواعد التنفيذية الخاصة بها لم تعتمد مثل هذا الإجراء حتى الآن، ولعلها تكون قريباً. - يميل بعض الطلاب أصحاب النسب المرتفعة إلى التخلي عن مقاعدهم في الكليات الطبية للدراسة في كليات أقل في النسبة المعتمدة للقبول، فهل يتم شغل هذه المقاعد بطلاب أقل في المستوى؟ الطلاب الذين يتم قبولهم في الكليات الطبية هم أعلى الطلاب معدلاً، ولاشك أن هناك فئة من هؤلاء المقبولين هم مدفوعون للالتحاق بالكليات الطبية تحت ضغوط الأهل أو الأصدقاء والمجتمع، متناسين قدراتهم الشخصية؛ لذا نجد أن بعضهم يتراجع عن القبول لينضم إلى كلية أخرى بعد قناعة منه، وهؤلاء قلة جداً قد لا يتجاوز عددهم ما نسبته (0,01)، فيتم شغل هذه المقاعد -حال توافرها- حسب أقل معدل تم قبوله في تلك الكليات، وغالباً ما يعترف مثل هؤلاء بعجزهم عن مواكبة متطلبات الدراسة في الكليات الطبية بعد دراستهم لفصل أو أكثر. - تكثر الشكوى من عدم القبول، رغم التوسع الملحوظ في الجامعات على مستوى المناطق؟ لا يشكو من القبول إلا من عثرت به درجته المعتمدة في المنافسة مع زملائه، فمن الطبيعي تمايز الطلاب حسب نسبهم المعتمدة للقبول، وإلا فما الداعي لاجتهاد المجد ومثابرته. ولنكن واقعيين قليلاً؛ فكثير منا يرغب في السفر، ولكن كل إنسان يختار وسيلة النقل المناسبة لإمكاناته. - هل وفَّرت جامعة جازان لطلابها جميع الخدمات الإلكترونية؟ وكيف تقيِّمون الإقبال عليها؟ الخدمات الإلكترونية من الأولويات التي نسعى لتحقيقها وإتاحتها لطلاب الجامعة، فعلاقة الطالب مع البوابة الإلكترونية تبدأ منذ لحظات التقديم للقبول، ثم يليها استلام جدوله الدراسي، ومتابعة نتائجه الفصلية، وكل ما يتعلق بمسيرته الأكاديمية في الجامعة. وهي بلاشك خدمات توفِّر الوقت والجهد، وتتيح للطالب الاستفادة من وقته في تحصيله العلمي، الذي يُعد المطلب الأسمى من التحاقه بالجامعة. - يلاحَظ أنك حريص على التواصل مع طلابك وعامة المجتمع عبر موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، كيف تقيم تجربتك الشخصية، وما مدى مصداقية ما يُطرح فيه من قضايا؟ مواقع التواصل الاجتماعي أتاحت للمسؤول التواصل مع العامة بكل سهولة ويسر، وهيأت له الفرصة لتلمس حاجاتهم ومعرفة مطالبهم، مع تحفظي على بعض الممارسات التي تصدر من بعض مرتادي هذه المواقع، إلا أنها تبقى ذات فوائد جمة. وأنا، كغيري ممن يروق لهم التعاطي مع التقنيات الحديثة، موقن بأننا في عصر يصعب فيه التواصل المباشر؛ لذا حرصت على جبر هذا القصور بالتواصل الافتراضي الذي أعتقد أنه آتى ثماره يانعة بحمد الله. - في حالة لك نشرتها عبر موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) أثارت صدى واسعاً أثناء فترة القبول، قلتَ فيها ”إذا كان القاضي يفصل بين المتخاصمين، فأنا أفصل بين آلاف المتنافسين، ويوم الفصل لن تنفعني شفاعة الشافعين”. ماذا كنتَ تقصد بقولك؟ وكيف قرأت ردود الأفعال؟ جميل أن تُتاح للإنسان الفرصة ليشارك الآخرين أفكاره وما يعانيه من ضغوط، والأجمل عندما تقرأ الردود التي قد تتوافق معك أو تخالفك؛ فالاختلاف سنة من سنن الله في خلقه. وفترة القبول هي من أشد الفترات وطأة على جميع عمداء القبول والتسجيل، بالإضافة لمنسوبي هذه العمادات المثقلة بالمهام الجسام، ونحن في مجتمع مازال يعيش في ظل بعض المعتقدات الخطأ التي يجب أن يسعى الجميع لنبذها، فمعتقد الواسطة متأصل في الأذهان، وفي لحظة تأمل استلهمت هذه المقولة واستشعرت حقيقتها، فرأيت أن أشارك بها هناك. فكل عمداء القبول والتسجيل هم في الحقيقة قضاة يفصلون بين آلاف الطلاب الذين قدموا للتنافس على المقاعد المتاحة للقبول، وفق المعايير المعتمدة مسبقاً، حرصاً منهم على تحقيق العدالة بإعطاء كل ذي حق حقه، دون مجاملة لمسؤول أو قريب أو صديق، فنحن مؤتمنون على حقوق الناس، ومن ولّاه الله هذا الأمر فقد استخلفه في أرضه، فحري به القيام بمسؤولياته مستحضراً مخافة الله، فيوم القيامة سيكون الفصل بين المتخاصمين، ولن تنفع حينئذ ما أطلقوا عليه “شفاعة حسنة” ظلماً وعدواناً، فكل شفاعة يُسلب بها حق آخر فهي من الظلم والعدوان، وبهذه المفاهيم نجد أن المجتمع يؤصل -بقصد أو بغير قصد- الطبقية في المجتمع. وقد وجدت هذه المقولة قبولاً واسعاً بين فئات المجتمع، مع وجود قلة ممن شكك في مصداقيتها، إلا أنني لم أنكر على المشككين؛ لأنهم معذورون من كثرة ما يشاهدون من ممارسات بعض المسؤولين التي تخالف ما يقولون. - وفي صفحتك كذلك على الفيس بوك توجِّه رسائل للمسؤولين تحت سلسلة بعنوان “عجباً! ما بال أقوام ..”؟ ماذا تلاحظ في تعامل المسؤولين مع المراجعين؟ العلاقة بين المسؤول والمراجع هي في الأصل علاقة تبادلية، فالمسؤول والمراجع هما مواطنان أولاً وقبل كل شيء، فيجب أن تكون العلاقة حميمية تتمتع بروح التعاون والرحمة، فالمسؤول في دائرة ما هو في الحقيقة مراجع لطلب خدمة من مسؤول في دائرة أخرى. والمسؤولية تكليف وأمانة قد أُوكلت إلى الشخص، فحري به أداء الأمانة على وجهها أو الاعتذار عنها. وسلسلة “عجباً! ما بال أقوام ..” هي رسائل أرجو أن تصل إلى قارئها؛ فينتفع بما ورد فيها من إيحاءات، وكنت أود أن تكون إسهاماً مني في إصلاح بعض السلبيات المشاهدة في المجتمع، فأرجو أن أكون قد وُفقت فيما دونت خالصاً لوجه الله تعالى. - لاشك أن عمادة القبول والتسجيل تعد عمود الجامعة، ما الطريقة التي تتعامل بها أمام هذا الكم من الطلاب؟ عمادة القبول والتسجيل قد استفادت من الخدمات الإلكترونية في خدمة الطالب؛ لذا فلا تستغرب إذا زرت العمادة ووجدتها هادئة في غير فترة القبول، أو بداية الفصل الدراسي ونهايته، فمراجعة الطالب محدودة جداً، ومع ذلك نحن نستشعر حاجة المراجع، ونستقبله بكل رحابة صدر، ونتيح له تقديم طلبه مكتوباً؛ لكي يضمن حقه، ثم يتم الاتصال به لإبلاغه بالتوجيه الذي يتم على طلبه. - لحظات القبول تمثل أصعب اللحظات التي تمر على العمادة، ما الذي يصنع لكم التميز في كل عام؟ التميز مطلب لكل فريق يكرس وقته وجهده لعمله، ونحن نعمل بروح الفريق الواحد منذ بداية العام الدراسي، ونحفز الهمم لابتكار الجديد في إجراءات القبول، ونسعى دوماً لتقليص الوقت الذي يستغرقه الطالب خلال تلك العملية. يكفي أن أقول تميزنا في وحدة كلمتنا، وقناعة الفريق بأن العمل يتم بغاية الشفافية؛ لأن هدفنا تحقيق العدالة بين المتنافسين مهما كانت الحيثيات. - كنتم واثقين من نجاح الطريقة التي تتبعونها في قبول الطلاب بالجامعة لهذا العام، كيف كانت تسير الخطة في كل يوم إلى النهاية؟ متى ما كان خط سير الإنسان واضح المعالم، فسوف ينطلق بكل ثقة نحو الهدف .. ونحن في عمادة القبول والتسجيل قد حددنا خطوات القبول ابتداءً، وكنا على أتم الاستعداد للسير نحو النجاح بكل نزاهة؛ دون اعتبار لأي محسوبيات أو مجاملات، أو حتى ما يُسمى بالشفاعات التي يسمونها بغير اسمها. وقد كان توزيع الطلاب على الأيام بناءً على نسبهم المعتمدة للقبول؛ لذا كان الاستقبال يتم بكل سهولة ويسر، وحرصنا على إطلاع أولياء الأمور بما يجري داخل لجنة القبول، فكانوا شهود عيان على الحدث. - فيما يبدو أن العمادة محتاجة إلى مزيد من الكوادر البشرية، ما نصيبكم من التوظيف في كل عام في الجامعة؟ أنا لا أؤمن بكثرة الكوادر البشرية، بل أعتقد جازماً بأن المخلصين المنتجين مع قلتهم خير من العدد الوفير من الموظفين الذين ربما تواكلوا على بعضهم البعض في إنجاز المهام الموكلة إليهم، وقبل كل ذلك احترام وتقدير رئيس العمل لفريقه سيثمر بتضحية الموظفين من أجل تحقيق الأهداف المرجوة، ومع ذلك لم يبخل معالي مدير الجامعة بدعم العمادة بالكوادر المطلوبة في حينئذ. - قسم الملفات والأرشيف يُعد من أكثر الأقسام في العمادة التي بحاجة إلى عناية؛ حتى تحفظ جميع ما يخص الطالب من أوراق ومستندات، ما التقنيات الحديثة التي دعمت بهذا القسم؟ لاشك أن حفظ وثائق الطلاب الورقية تشكل هاجساً لدى العمادة، ومع ذلك فهي محفوظة في دواليب متحركة خاصة بالملفات. لكننا منذ مطلع هذا العام استخدمنا الأرشفة الإلكترونية واستغنينا عن تلك الوثائق الورقية، وبعد التحقق من صحة البيانات تم ختم شهادة الطالب، ثم قمنا بإعادتها إليه، وسنعمل على إعادة الوثائق الورقية للطلاب المقيدين من السابق بشكل تدريجي.