بدأ المزارعون حصاد محصولهم من القمح والشعير لهذا العام، ومنطقة حائل كغيرها من المناطق الزراعية تعاني من ظاهرة إحراق بقايا محصول القمح، وهذه العملية لها آثار سلبية على البيئة والصحة، والأرض والتربة، ناهيك عن الحوادث التي تقع أثناء مواسم الحصاد من الحرائق إلى غير ذلك. الشكاوى والمخاوف تصاعدت من الأهالي القريبين من تلك المزارع نتيجة قيام عدد من أصحاب المزارع والمشاريع الزراعية بحرق مزارعهم بعد الانتهاء من عملية حصد المحاصيل الزراعية، وتظل النيران لمدة طويلة لا تقل عن يومين أو ثلاثة أيام وهي مشتعلة، ظناً منهم بأن ذلك يفيد الأرض الزراعية، ويقضي على الأعشاب والحشائش. وهذا يسبب كثيراً من المخاوف لدى أصحاب المزارع التي في الجوار من أن تمتد النيران إلى مزارعهم، علماً بأن عملية الحرق تبقي النار مشتعلة لمدة طويلة في المحصول ليلاً ونهاراً، كما أنها تسبب الأمراض والمضايقات، وقد لوحظ هذا العام وبشكل لافت كثرة قيام عدد كبير من أصحاب المشاريع والمزارع بعمليات حرق مزارعهم فور الانتهاء من عمليتي حصاد القمح أو الشعير، وأثناء عمليات الاحتراق حيث لوحظ الدخان يغطي سماء المنطقة. تأثير سلبي وبعكس ما يعتقد المزارعون فإن عملية حرق بقايا المحصول ليس لها تأثير إيجابي على محصول الحبوب، ولا تأثير على آفات التربة الفطرية والحشرية والنيماتودية، بحسب ما ذكر ل «الشرق» الفني الزراعي عبدالعزيز العمرو. وأضاف: كما أنها تضر بالبيئة من حيث التلوث بالأدخنة، كما ترفع من ملوحة التربة، وتقلل بشدة من المحتوى الكربوني والنيتروجيني للتربة، وإن كانت تزيد من تركيز الفوسوفور، إلا أن عملية دفن بقايا المحصول تزيد من خصوبة التربة، ومن قدرتها على الاحتفاظ بالماء.وأشار العمرو إلى أن عملية احتراق المحاصيل الزراعية تؤدي إلى مشكلات بيئية كثيرة، وذلك لأن العملية تتم على أرض مكشوفة، وبمساحات كبيرة جداً تقدر بمئات الهكتارات المزروعة، والاحتراق عبارة عن تفاعل كيميائي يتم باتحاد الأكسجين مع الهيدروجين والكربون بنسب مختلفة، ما يؤدي إلى انبعاث طاقة حرارية كبيرة نسبياً. أما البديل لهذه العملية فهو قيام المزارعين بتلبين بقايا المحصول والاستفادة منه كأعلاف للحيوانات، وما تبقى منه يحرث مع الأرض لرفع مستوى خصوبتها. نواتج لا تحمد عقباها وحذر الناطق الإعلامي في الدفاع المدني بمنطقة حائل النقيب عبدالرحيم الجهني من عملية إحراق المحاصيل بهذه الصورة العشوائية، وقال: إن إحراق بقايا المحاصيل الزراعية غالباً ما يؤدي إلى نواتج لا تحمد عقباها إذا لم يراع المزارع قواعد السلامة، حيث إن نسبة كبيرة من حوادث التخلص من بقايا المحاصيل نتج عنها احتراق أشجار ونباتات زراعية، لم يتم جني المحصول منها، وأحياناً تتطور فينتج عنها احتراق معدات زراعية داخل المزرعة، ومن ثم تحمل المزارعين خسائر مادية كبيرة كان يمكن تلافيها لو تم الأخذ بأبسط قواعد السلامة العامة. إحراق بقايا المحاصيل الزراعية يؤدي للخطر (الشرق)