نبشت وفاة الطالبة ريم البلوي «19» عاماً في قرية خربا التابعة لمحافظة الوجه في تبوك، مطالب أهالي القرية والقرى الأخرى المجاورة للخدمات الأساسية التي تكفلها الدولة للمواطنين بأي منطقة من مناطق المملكة. واتهم المواطن نغيمش ضبيان البلوي والد ريم، المديرية العامة للدفاع المدني بالتسبب في فقدانه لابنته الشهر المنصرم بعد تعرضها لحادث مروري برفقة شقيقها في طريق قرية خربا الرئيس، وظلت تنزف نتيجة الحادث لمدة تجاوزت ثلاث ساعات، منوهاً في حديثه ل «الشرق» بأن قرى المنطقة المتصلة تعاني الإهمال في النواحي التعليمية والصحية والمواصلات. وبيَّن البلوي أنه بعد حادث التصادم بسيارة أخرى تم إنقاذ ابنه والذهاب به للمركز الصحي في قرية «المنجور» الذي رفض استقبال الحالة بحجة عدم بدء موعد الدوام الرسمي حينها، وبالتالي مكث الشاب نصف ساعة في ممر المركز الصحي ما أدخله في غيبوبة كاملة، بينما في تلك الأثناء لاتزال الفتاة الفقيدة محتجزة في السيارة ولم يصل الدفاع المدني إلا بعد ثلاث ساعات المدة التي كانت كفيلة بمفارقتها للحياة. طريق قرية خربا وشارك البلوي الحديث عدد من شهود العيان من أهالي القرية واصفين طريق قرية خربا بأنه أحد أسباب الموت لأبناء تلك القرى المتصلة، وقال عايد سالم إن خطورة الطريق ووعورته كادت أن تفتك بطالبات وطلاب القرية وما جاورها من قرى أخرى، مشيراً بأنه سبب لعزوف معظم فتيات وشبان القرية عن الدراسة خوفاً على أرواحهم. مضيفاً إن البعض من الأهالي رحلوا عن قريتهم مجبرين لعدم توفر الظروف الحياتية الرئيسة لهم، وأبرزها الصروح التعليمية. المناخ التعليمي فيما عرض التربوي فهد البلوي، وهو أحد معلمي المرحلة المتوسطة في القرية، افتقار المدرسة للوسائل التعليمية ولأجهزة الحاسب الآلي ولمصادر التعلم، لافتاً إلى أن هناك مبنىً مجهزاً، لكنه مغلق لأسباب غامضة، ولا يوجد مناخ تعليمي مناسب للطالب، موضحاً أن فناء تلك المدرسة أصبح كراجاً للمعدات الثقيلة لبعض الشركات العاملة في المنطقة. ولفت البلوي إلى معاناة معلمي ومعلمات القرية بسبب المسافة التي يقطعونها يومياً من محافظة الوجه إلى قرية خربا التي تبعد مسافة 120 كيلومتراً. وحول النواحي الصحية في خربا والقرى المجاورة، قال المواطن متعب البلوي إن القرية تعاني من وجود مركز صحي بلا كوادر صحية وتدني مستوى الخدمة به، فضلاً عن غياب خدمات الهاتف والجوال وخدمات السفلتة وإنارة الطرق. الحياة أم التعليم؟ وعلى الصعيد ذاته، قالت مديرة مدرسة المنجور انتصار ابن رفادة عن الطالبة الفقيدة ريم البلوي: إن الجميع استقبل الخبر بفاجعة كبيرة، خصوصاً أن الفقيدة كانت إحدى أفضل الطالبات خلقاً وتعليماً، وقبل وفاتها بيومين كانت مشاركة فعالة ومنظمة لندوة إسلامية، وكان لها الدور الكبير في إبراز النشاط المدرسي، وعندما توفيت كانت تطلق الشهادة وإصبع يدها متجهة إلى السماء، مؤكدة أن وفاة ريم كان لها أثر سلبي في إصابة باقي الطالبات من قرية خربا بالهلع الشديد والتخوف الكبير الذي أدى لنفور كبير من الدراسة، مبدية قلقها أيضاً من عزوف الطالبات المتبقيات من المدرسة إذا لم تبادر الجهات المعنية في تدارك الأمر، خصوصاً أن أولياء الأمور يرددون عبارتهم التي باتت شهيرة «الحياة أولى من التعليم». img class="size-medium" title="الأهالي في حديثهم ل"الشرق"" src="http://www.alsharq.net.sa/wp-content/uploads/2013/05/482988-513x341.jpg" width="513" height="341" / الأهالي في حديثهم ل"الشرق"