خاض مقاتلون من «كتائب شهداء الأقصى»الجناح المسلح لحركة «فتح» اشتباكات عنيفة مع قوات إسرائيلية خاصة تسللت إلى مخيم جنين شمال الضفة الغربية، لاعتقال ناشطين فلسطينيين سبق أن أصدرت إسرائيل قراراً بالعفو عنهم بموجب اتفاق مع السلطة عام 2007، يقضي بوقف مطاردتهما واعتقالهما مقابل وقف نشاطهما العسكري. وسجلت الاشتباكات التي بدأت الساعة الرابعة فجر أمس، وبلغت أشدها في السادسة صباحاً سابقة هي الأولي من نوعها منذ سنوات عقب توقف النشاط العسكري المسلح ضد الجيش الإسرائيلي، حيث اقتحمت قوات كبيرة من الجيش تساندها مروحيتان منزلي الناشطين في كتائب»الأقصى»محمد العامر، ورائد أمين ضبايا واعتقلتهما إلى جهة مجهولة. «أبو الوليد» القيادي في كتائب الشهيد عبد القادر الحسيني أحد أذرع «فتح» العسكرية كشف النقاب خلال تصريح خاص ل»الشرق»عن بدء تشكيل غرفة عمليات مشتركة بين كافة أذرع «فتح» المسلحة لوضع حد لممارسات إسرائيل اتجاه مقاتليها وما ترتكبه من جرائم بحق المقدسات الفلسطينية والأسرى داخل السجون. وبين»أبو الوليد» أن عملية جنين»قسمت ظهر البعير»وأظهرت تنصل إسرائيل من الاتفاق، موضحاً أن رسالة إسرائيل للمقاتلين أصحاب العفو بأنهم مستهدفون، معتبراً السلطة الفلسطينية مطالبة بحمايتهم طالما التزموا بالاتفاق لكنه وجّه رسالة للمقاتلين ذاتهم بأنهم المسؤولون عن أرواحهم وخيارات المواجهة مفتوحة أمامهم. ولفت»أبو الوليد» إلى أن المخيمات بالضفة لن تكون»أرضاً مشاعاً» يستبيحها الجيش الإسرائيلي وقت ما يشاء. وقال: يجب أن يعود الجميع إلى خيار القتال المسلح لأنه الوسيلة الحقيقة التي تردع إسرائيل وبدون ذلك لن يتحقق أي انتصار. وبدوره حذّر رامي أبو كرش الناطق باسم اللجنة الوطنية العليا لتفريغات 2005 من خطورة إعادة اعتقال الجيش الإسرائيلي ل 400 ناشط فلسطيني موزعين على مدن الضفة، سبق أن حصلوا على»العفو»، وضمتهم السلطة لأجهزتها الأمنية، مبيناً أن عملية جنين أنهت الاتفاق، محذراً من توتر قريب ستشهده الضفة الغربية. وأشار أبو كرش في تصريح ل«الشرق» إلى أن النشطاء باتوا يعيشون بين مطرقة الملاحقة الأمنية الإسرائيلية وسندان عدم التزام السلطة الفلسطينية بتوفير حياة كريمة لهم عقب تركهم يواجهون الالتزامات الحياتية الصعبة واكتفائها بصرف راتب أقل من 400 دولار، مطالباً القيادة الفلسطينية بالتدخل لضمان توفير حياة كريمة لهم.