أكد عدد من الأمناء المشاركين في الزيارة التي نظمتها الهيئة العامة للسياحة والآثار مؤخراً لاستطلاع التجربة الإسبانية في الحفاظ على مواقع التراث العمراني واستثمارها على استفادتهم من هذه الزيارة في التعرف على أساليب الحفاظ على مباني ومواقع التراث العمراني وتحويلها إلى مواقع سياحية واستثمارية. وأشاروا إلى أهمية رفع الوعي لدى المسؤولين والمواطنين بأهمية مواقع التراث العمراني وضرورة تشغيلها سياحيا واستثمارها لما تمثله من مصدر دخل اقتصادي وما توفره من فرص للعمل، وأن تكون تلك المواقع حية من خلال نقل بعض الدوائر الحكومية إليها وإقامة الأنشطة والفعاليات السياحية لترتبط بحياة المواطنين وتمثل لهم مصدر اعتزاز واهتمام , مؤكدين نجاح هذه الزيارة التي كانت بمثابة ورشة عمل مفتوحة شهدت الكثير من اللقاءات والاجتماعات مما أسهم في إثراء هذه الزيارة وإنجاحها. وأكد المهندس إبراهيم بن محمد الخليل أمين منطقة عسير أن الزيارة أسهمت في رفع المعرفة لدى الأمناء ورؤساء البلديات بأهمية توظيف التراث العمراني اقتصادياً والمحافظة عليها ليبقى شاهداً تاريخياً للمنطقة. وقال سعدت بالمشاركة في هذه الرحلة بهدف التعرف على كيفية استثمار الثروات الوطنية من التراث والحضارة وتحويلها إلى مناشط اقتصادية تدر أرباحا على البلد وتعرّف بتاريخه. من جانبه، أوضح أمين منطقة القصيم المهندس صالح أحمد الأحمد أن هيئة السياحة وفقت في تنظيم برنامج استطلاع الخبرة للأمناء ورؤساء البلديات لأن الزيارة الميدانية والاجتماع المباشر مع المعنيين بتطوير التراث العمراني في هذه الدول المتقدمة هو السبيل الأمثل لاستفادة القائمين على البلديات في المملكة وتطوير خبراتهم في هذا المجال. وقال تعرفنا من خلال زياراتنا الميدانية على طرق استثمار هذه المواقع وتحويلها إلى مواقع سياحية واقتصادية نافعة، كما استفدنا من خلال هذه الرحلة في التعرف على أهمية الشراكة بين البلديات والهيئة العامة للسياحة والآثار والمجتمعات المحلية والتعاون فيما بينها لحماية التراث العمراني وتنميته. من جهته، لفت المهندس عجب بن عبد الله القحطاني أمين منطقة الجوف إلى أن الدول المتقدمة استفادت كثيرا من المواقع التراثية في تحويلها إلى مواقع سياحية دائمة وبذلك استفادت بما توفره من عوائد اقتصادية وبما تمثله من مصدر للاعتزاز وحفظ التاريخ. وأضاف: لاحظنا اهتمام الدوائر الحكومية المختصة بالتراث العمراني بإسبانيا، وعملهم الجاد على المحافظة عليه، والاستغلال الامثل لهذه المباني التراثية للجذب السياحي من خلال تخصيص عدد من المرافق والأنشطة السياحية في هذه المواقع، ولاشك أن ما رأيناه في إسبانيا يدعونا للعمل على تطبيق هذه التجارب من خلال إسهام كل الجهات في العمل الجدي للمحافظة على التراث العمراني بالمملكة العربية السعودية، ودعم القطاع الخاص للاستثمار بهذه المواقع وتحويلها الى مواقع سياحية . بدوره، أوضح أمين منطقة حائل المهندس ابراهيم سعيد ابو راس أنه استقى من هذه الزيارة الاحترام الحقيقي للتراث العُمراني والاستفادة منه اقتصاديا وثقافيا وعدم إزالته وقال: "خرجنا من الزيارة بأهمية ايجاد قانون للتراث والتخطيط العمراني وقواعد عمل مؤسسية بين الشركاء في العمل الخاص والعام، واهمية إيجاد شركاء فاعلين من القطاع الخاص لزيادة التمويل واحترافية الإدارة في هذه المواقع. الرياض | واس