الرياض – عبدالرحمن الأنصاري المدلج: الراعي الوحيد أضر بمصالح الأندية. الفوزان: لا توجد أنظمة وتشريعات تحمي المستثمرين في الرياضة. طالب متحدثون في ندوة ملتقى الاستثمار الرياضي «الواقع والتطلعات» التي أقيمت في فندق المشرق في مدينة الرياض مساء أمس الأول بأن تكون الرياضة منتجاً وطنياً وليس مجرد لعبة وهواية يمارسها الشباب، مشددين على أهمية دعمها والاستثمار فيها، إضافة إلى وضع قوانين تنظم آلية العمل الرياضي بما يسهم في تحقيق النتائج التي يتطلع إليها الجميع. وقال الأمير تركي بن خالد إن تأسيس بنية تحتية صالحة للاستثمار الرياضي تتطلب وضع أنظمة وقوانين تطبق على الجميع بلا استثناءات، وكذلك الاعتماد على المتخصصين في مجال الرياضة، داعياً إلى نبذ وإبعاد ما اسماهم ب»المتطفلين» خارج أسوار الرياضة، معتبراً أن من أبرز مشكلات الرياضة السعودية هي المقارنات مع الآخر، حيث تتم مقارنة أي نجاح لفرد أو مؤسسة من الداخل والخارج والمطالبة بتكرار النموذج المتبع حتى لو كان هذا الإنجاز وحيداً ويتكرر كل عشرين عاماً. وأشار إلى أن مداخيل الدوري السعودي جيدة جداً، لكنها تفتقر إلى إدارة جيدة تضعها في مكانها المناسب، مؤكداً صعوبة نجاح الخصخصة في الفترة المقبلة لعدم وجود الركيزة الأهم وهي حقوق النقل التليفزيوني التي أثبتت فشلها في تجربتي «أي آر تي» و»أوربت». ملاعب الأندية من جهته، توقع رئيس لجنة التسويق في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الدكتور حافظ المدلج أن تواجه الخصخصة مشكلات كبيرة أكثر من التي واجهتها الأندية عند إقرار الاحتراف والتعاقد مع اللاعب الأجنبي، مشيراً إلى أن جميع الشركات التي دخلت مجال الاستثمار الرياضي خرجت بأرباح مضاعفة لخصوبة الاستثمار في المجال الرياضي، مضيفاً أن أكثر ما ينفر الشركات عن هذا المجال هو عدم تطبيق الأنظمة الصادرة وكثرة الاستثناءات فيها عكس ما يحدث في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم من تطبيق صارم للقوانين بمجرد صدورها، مبيناً أن الأندية السعودية تعاني من وجود الراعي الوحيد والمحتكر لكل مقاليد الأمور في النادي وهو ما يجب التخلص منه أسوة بغيرها من الأندية العالمية التي يصل رعاتها إلى العشرات، مشدداً على ضرورة أن تكون هناك ملاعب خاصة بالأندية لجلب أكبر قدر ممكن من الاستثمارات. عزوف الجماهير من جانبه، عدّ رئيس لجنة التراخيص في رابطة دوري المحترفين المهندس طارق التويجري جماهير الأندية الركيزة الأساسية والمستهدفة في الاستثمار الرياضي، معرباً عن استيائه مما اسماه بعدم ترتيب الأولويات في الرياضة السعودية، حيث يتم إهمال المنتج وهو الجانب الفني الجاذب للجماهير، مشيراً إلى أن مشكلة عزوف الجماهير عن متابعة المباريات المحلية في حال تزامنها مع أي مباراة خارجية تعود إلى تفاوت الأداء الفني بين المباراتين، مؤكداً أهمية وجود متخصصين يقدمون دراسات حول كل ما يهتم به المشجع العادي. هيكلة الرئاسة في المقابل، شن الخبير الاقتصادي راشد الفوزان هجوماً على المسؤولين على الرياضة السعودية، محملاً أياهم السبب في عدم وجود الأمان في الاستثمار الرياضي لفشلهم في إيجاد البنية التحتية للرياضة السعودية من ملاعب ومرافق رياضية وغيرها، إضافة إلى عدم وجود أنظمة وتشريعات قانونية تحمي المستثمرين وتحفظ حقوقهم، وكذلك عدم وجود مظلة أو جهة يتم الرجوع إليها في حال حصلت مشكلات أو اختلاف في وجهات النظر بين المستثمر والشريك، مشدداً على أهمية أخذ المعلومات من مصادرها الرسمية لضمان الشفافية والوضوح في إدارة العوائد المالية التي تشوبها ضبابية كبيرة، منتقداً تصرف رابطة الأندية في الدوري في أموال الأندية ودفعها للاتحاد السعودي لكرة القدم لتسديد مستحقات المدرب، مؤكداً أهمية دعم الدولة بالمال، مع الابتعاد عن التدخل في القرارات لضمان النجاح. أما رئيس مجلس إدارة الخبير الرياضي أحمد المقيرن، فقد رأى استحالة ضخ القطاع الخاص رؤوس أموال في الاستثمار الرياضي دون دعم من الدولة، منتقداً هيكلة الرئاسة العامة لرعاية الشباب التي لا تساعد على التواصل والتفاعل مع القطاع الخاص ما جعل طريق الاستثمار الرياضي شائكاً، مبيناً أن دخول شركات الاتصال في المجال الرياضي ونجاحها فيه يعود إلى اعتمادها على شريحة الشباب التي لديها توجه كبير نحو الاتصالات وبرامجها المتعددة.