شكلت الضربات الجوية التي وجهتها إسرائيل لسوريا لمواقع عسكرية في جمرايا، ضربة قاصمة للنظام السوري ومن يقف خلفه من قوى إقليمية ودولية ممثلة في إيران وحزب الله اللذين لطالما تبجحا وتوعدا ورغيا وأزبدا في التهديد والوعيد لإسرائيل إن تجرأت وضربت حليفهما الاستراتيجي المتمثل بالنظام الحاكم في سوريا. وهكذا مضت الضربة دون أن نسمع إلا بكاء وعويلاً كعادة النظام بعد تلقي الصفعات تلو الصفعات من إسرائيل متوعداً بالرد إن تكرر «العدوان»، وأجزم أنه لو تكررت الضربة مرات ومرات لن يجرؤ الرئيس السوري على الرد لعدة اعتبارات أهمها، الضعف والوهن اللذين أصابا قواته خلال العامين الماضيين نتيجة استنزاف المعارضة ممثلة في الجيش الحر وعديد من التنظيمات المسلحة داخل سوريا والتي اضطر على إثرها تفريغ الجبهات الحدودية مع إسرائيل ودول مجاورة أخرى من عدة فرق وأولية مسلحة للجم الثورة، وما عاناه الجيش النظامي من انشقاقات كبيرة دفعت حلفاءه في جنوب لبنان لإرسال تعزيزات عسكرية للقضاء على الثورة السورية بوحشية لا تخلو من حقد عقائدي دفين ضد الشعب السوري في القصير ومدن كثيرة مجاورة. لقد كان انتقام الأسد كبيراً وردة فعله قوية وعنيفة ولكنها وللأسف ضد أبناء شعبه من أطفال ونساء وشيوخ في البيضا وغيرها من مدن بانياس المجاورة. لقد اعتاد النظام الحاكم في سوريا على سفك الدماء وقتل الأبرياء وهتك الحرمات وتدمير المساجد والبيوت على أصحابها واغتصاب النساء وما شاهده العالم أجمع من وحشية قل نظيرها على مدى التاريخ الذي لم يسجل بشاعة في التعذيب والقتل كما فعل بشار الأسد وشبيحته بأبناء الشعب السوري الباحث عن الحرية والسلام، وصدق الشاعر حين قال: «أسد عليّ وفي الحروب نعامة «.