ابراهيم المسلم شجرة الزيتون من الأشجار المعمرة وتعد ثروة لما لها من فوائد اقتصادية وبيئية، ثمرتها ذات فوائد كثيرة؛ فهي غذاء كامل ويستخرج منها زيت الزيتون ذو الفوائد الصحية والغذائية فهو لا يحتوي على الكولسترول المضر للقلب. يفضل زراعة الزيتون فوق السفوح الصخرية القريبة من الساحل ومناخ البحر المتوسط لكن يمكن زراعتها بعيداً عن الشاطئ ويمكن للشجرة أن تتحمل الجفاف نظراً لنظام جذرها المتعمق لكن كلما كانت الظروف مناسبة أكثر كانت جودة الزيتون أعلى. يُعتقد حسب كثيرين بأن أصل الزيتون يعود إلى منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط وخاصة المنطقة الواقعة بين تركيا وشمال غرب سوريا التي تعد الموطن الأول لشجرة الزيتون وسلسلة الجبال الساحلية السورية وصولاً إلى منطقة جبال نابلس في فلسطين جنوباً بما يشمل كل المنطقة الجبلية الواقعة بين هاتين النقطتين. انتقل الزيتون من بلاد الشام إلى المغرب العربي ومنه إلى إسبانيا والبرتغال وجنوب فرنسا وينتشر الزيتون اليوم في بلاد الشام وتونس والجزائر واليونان وإسبانيا وإيطاليا. أقدم الدلائل على شجرة الزيتون هي أنها تم اكتشافها في مملكة إبلا في سوريا وتم الكشف عن كثير من الرقم والمخطوطات عن الزيتون، حيث بدأت زراعة شجرة الزيتون في المملكة وكان يقدم فيها زيت الزيتون كهدية للملوك ولأبطال الرياضة. كانت شجرة الزيتون ذات مكانة رفيعة أيضاً عند اليونانيين القدماء، حيث ذكروها في قصائدهم وكتاباتهم. يحتل الزيتون موقعاً مميزاً في عديد من الثقافات كما أن في بعض المناطق يحمل قيمة رمزية بارزة منها غصن الزيتون كرمز للسلام كما وردت شجرة الزيتون كرمز للحكمة في الثقافة الإغريقية. للزيتون أهمية كبيرة في العلاج والطعام وفي كثير من الأمور الخاصة بالإنسان فنجد أنه يستخدم طبياً وله استخدامات عديدة. يحتوي زيت الزيتون على الأحماض الدهنية غير المشبعة وحيدة الرابطة المزدوجة وهو ما يميزه عن بقية الزيوت. إن زيت الزيتون وبالأخص زيت الزيتون البكر يشفي كثيراً من الأمراض وحسب كثير من الدراسات والأبحاث العلمية وقول الأطباء حول العالم نجد أنه يذيب الدهون المتراكمة في جسم الإنسان ويقي من أمراض السرطان وأيضا له دور كبير في علاج مرض السكري وأيضا له تأثيرات في أن يقي القلب ويساعد على ضبط نسبة الكولسترول ويستخدم في علاج آلام المفاصل وذلك بجانب كثير من الأمراض مما يقوم بعلاجها زيت الزيتون. ورد اسم شجرة الزيتون في القرآن وأعطاها مساحة مهمة في الثقافة الإسلامية، فوردت مرات صريحة ومرة بالإشارة في النص القرآني، ووردت أحاديث تشييد بأهمية ومدى فائدة شجرة الزيتون. لقد أشار القرآن الكريم إلى أهمية شجرة الزيتون وزيتها في عدة آيات ووصفها بأنها مباركة أي كثيرة العطاء والفائدة وأمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه ومن ثم جميع المسلمين بتناول زيت الزيتون وكما جاء في القرآن حيث قال تعالى في كتابه {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ. وَطُورِ سِينِينَ} وأيضا في قوله تعالى {وَعِنَبًا وَقَضْبًا (28) وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا (29) وَحَدَائِقَ غُلْبًا (30) } الأية. لقد اكتشف العلم المعاصر فوائد هائلة لزيت الزيتون. لذا ننصح بأن لا يخلو بيت من ذلك الزيت الذي يشفي كثيراً ويقي من عديد من الأمراض وبما أننا ذو طابع عربي ومن سمات البيوت العربية الأصالة والعراقة فإن الزيتون زرع عربي أصيل لابد من أن نفخر به جميعاً.