مما لا شك فيه أن جائزة البوكر العربية 2013م، التي تدار بالشراكة مع مؤسسة بوكر البريطانية في لندن، وتدعمها هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة في الإمارات، هي جائزة محفّزة للكاتب والقارئ، فالكاتب ينظر بعين الاهتمام إلى ما سيضعه في روايته من طاقة جمالية، تعتمد على اللغة والفكرة المتجددة ومضمون الرواية، محاولا تجاوز كل الأساليب القديمة، ليمنحها جاذبية متقنة، ودلالة نوعية، تبرهن على أدوات الكاتب ومدى ثقافته، هذا من جهة، ومن جهة أخرى سيتعرّف القارئ على نوعية الأعمال العربية، وسيرصد القيمة الأدبية التي تقدمها الرواية العربية بشكل عام. ساق البامبو رواية تحكي قصة الشاب، الذي وُلِد لأب كويتي من أم فلبينية، حيث تخلى عنه والده، وأرسله إلى بلد الأم (الفلبين) وقد عاش هذا الطفل حياة الفقر وعانى من صعوبات الحياة، لتزدحم ذاكرته بالعودة إلى بلاده (الجنة) كما صورت له ذلك أمه. وقد حصد عضو رابطة الأدباء في الكويت الروائي سعود السنعوسي، الجائزة العالمية للرواية العربية (بوكر) في دورتها السادسة لهذا العام، حيث تميزت روايته بالبناء المحكم، والعمق، إضافة إلى تناولها موضوعا جريئا ألا وهو «الهوية في الخليج». أعتقد أن الجائزة تتجه خليجيا بعد ما حصدها عبده خال في عام 2010 م، وذلك عن روايته (ترمي بشرر)، ورجاء عالم، مناصفة مع محمد الأشعري في عام 2011 عن روايتها طوق الحمام، وفي هذا العام 2013 م، نالها سعود السنعوسي، عن روايته ساق البامبو، ما يعني أن الرواية الخليجية أثبتت قيمتها الأدبية وجديتها في تناول الأفكار الجريئة، وكذلك تطور أدواتها الفنية، على الرغم من أن هناك أصواتا تنطلق من هنا وهناك بأن الأعمال الخليجية تخضع لمجاملات ومحسوبيات من قِبل لجنة التحكيم.