طالب الأمين العام المساعد لهيئة التقويم والاعتماد الأكاديمي، الدكتور زهير عبدالجبار، المجتمع الأكاديمي في السعودية بتحمل الأعباء التي تصحب تأسيس نظام جديد للجودة في المؤسسات التعليمية التي تسعى للحصول على الاعتماد، مطمئناً «ستتلاشى الأعباء بعد اكتمال بناء نظام الجودة في المؤسسة، وستصبح روتينية»، مشيراً إلى تذمر بعض الأكاديميين من عدم حصولهم على حافز مادي إضافي نظير جهودهم في أداء مهام تأسيس أنظمة الجودة، ولكننا في الهيئة نقول «قد تبدو مكلفة في الوقت والمال والجهد، إلا أن من أهم فوائدها في نهاية المطاف تقليل التكاليف أو توظيفها بصورة أفضل». جاء ذلك في افتتاح المؤتمر الدولي الثالث لضمان الجودة في التعليم فوق الثانوي، مساء أمس، بعنوان «نواتج التعلم وجودة التعليم والتعلم في التعليم فوق الثانوي»، الذي يرعاه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ويحضره 18 خبيراً دولياً من كبار خبراء الجودة في العالم، ومجموعة من قيادات العمل الأكاديمي في دول الخليج العربي، ويعقد في فندق شيراتون الدمام. من جهته، قال مدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، الدكتور خالد السلطان، إنه لا يوجد إنسان في المجتمع الأكاديمي يدرك أبعاد الجودة عالمياً إلا ويبارك جهود هيئات الاعتماد، مستشهداً بتجربة جامعة البترول في سعيها الذاتي إلى إشراك خبراء دوليين للرغبة في التطوير، مثل تجربة «المجلس الاستشاري» للجامعة الذي استقطب 14 «قامة» من قامات التعليم العالي في دول العالم الأول، واستطرد السلطان «اقتراحات المجلس الاستشاري غير ملزمة لنا، ولكن نأخذها بأقصى درجات الجديّة». وقال أمين عام هيئة الاعتماد الأكاديمي، الدكتور عبدالله المسلم «القيادة الرشيدة جعلت من قضية دعم التعليم ومؤسساته أولوية مهمة، لما له من أثر على تقدم الوطن، مشيراً لأهداف المؤتمر بدعم وتفعيل أنظمة الجودة الداخلية في مؤسسات التعليم فوق الثانوي بمناقشة أساليب قياس مخرجات التعلم وتصميم الخطط الدراسية، استناداً إلى الخبرات والممارسات الجيدة، وبحث الأساليب المُثلى لتحقيق هذا الأمر، والاستفادة من الخبرات العالمية في هذا المجال». إلى ذلك، اعترفت عضوات هيئة تدريس في بعض الجامعات السعودية أنهن وقفن ضد التغيير الذي فرضته متطلبات الجودة من قبل الهيئة الوطنية للتقويم والاعتماد الأكاديمي، إذ قالت الأستاذة في جامعة الدمام، الدكتورة أمل الطعيمي «تذمرت وعدد من زميلاتي في بداية توجه الجامعة نحو تطبيق معايير الجودة، ولكن حينما اتضحت الصورة بتنا متحمسات لبلوغ الجودة فعلاً، بعد ظهور النتائج الإيجابية». وأضافت «بعض تطبيقات الجودة تولد شعوراً لدى الأستاذ وكأنه مكره على تنفيذها، الأمر الذي يتطلب إعادة النظر في أساليب التطبيق».