ما كانَ أمر فرعونَ برشيد، كلا، ولن يكون أبداً كذلك، حتى وإن نقّعوه بالنيل سبعاً، وألحقوها بثامنةٍ من تراب صعيد سينا المبارك! إذن..فما بال الصغار من الفراعنة يأبون إلا استعادته ثانيةً، وعلى أيّ صورة كان، إذ الأمر هذه المرة يقتضي فرعوناً ناجزاً، ولكن بملامح تشهد له بشيءٍ من تقوى، وذلك وفق مواصفات الصّرح «الأبيض» ومقاييسه! المهم أن يبعثه الملأُ من قومه تارةً أخرى، في سبيل أن يُعيد فيهم سيرته الأولى، عسى أن يأتمروا بأمره، مع أنهم هم الذين لبنود: «أوامره» يصنعون. وعلى أيّ حال ..فما أراكم- يا أيها الفراعين- إلا تجتلبون بفعلتكم تلك، طوفاناً من شأنه أن يغرقكم أجمعين، فيما: «التيه» لأكثر من أربعين عاماً، سيكون -بالضرورة- من نصيب «الموسويين» وحدهم. وبما أنّ المقدمات البائسة تَشي بنتائجها الخائبة، إلا أنكم ما زلتم بعدُ في غيِّ مكرٍ سياسيٍّ، هو أكبر من إمكاناتكم.. ألا فكفّوا عنّا (ألاعيبكم ) ذلك أن فرعون، لا يمكن له بأيّ حالٍ أن يكون: نجاشيا» آخر ليؤديَ دوره، إذ الأقلام قد جفّت، كما أن الصحف هي الأخرى قد طويت، في الأثناء التي صُلّيَ فيها على: «أصحمة» صلاة الغائب في المدينة. يا إخوان.. هل أنّ بناء الصّرحِ قد انتهى تشييده.. كيف الأمر يا هامان!؟ يا لكفاءة هذا ال:»هامان»، فلقد ظلّ وحده، القادر على أن يجعل من الطين ناراً، وما انفكَّ تالياً يصبّ عليها زيتاً وكازاً، حتى أوقدها حِمَماً، بغية أن يجعل منها جحيماً، تأتي كلّ شيءٍ فتدمّره، جبّارٌ هو وأبيٌّ، حيث ما من شيءٍ من ظنون (سيناريوهاته) إلا وقد تحقق تِباعاً! لكنّه قد غفل- هذه المرة- عن شأن «المعبدَ» ذلك الذي قاب قوسين أو أدنى، من أن يسقط سقفه على رفاة: «آلهة» الباطل. لا شيء في زماننا هذا بات خافياً، ومن ينظر يبصر، وحسبكم ما قد بلغتموهُ من أسباب: «كيري».. بل زدّتم في رفع البنيان..، و: «البيت الأبيض» قِبلتكم والنيشان!..، فادعوا إذن، مَن خَلَف: «فرعون» أن يَطّلِع على معبودِ:» الأمريكان»!، ما كانت :» هيلاري» كاذبة»..بل نحن صنعنا البهتان. وما كيد من تعجّل إلا في تبابٍ وخسران! لا أدري ..مَن في الجولة هذه سيقتل مَن..؟ إذ إن الحلْبة باتت تستوعب أكثر من: «فرعون»، فيما : «موسى» يمضي سريعاً نحو الميقات؟! عجلاً جسداً، من ذهبٍ يلمع دون خوار، يتنازع أشلاء «سبائكهِ» أحفادك يا :»سامري».. هذا آخر ما أبقيتَ لهم من ميراث…سُرق الحرث وضاع المحراث. صعبٌ بالمرّةِ أن يُنهى المشهد، دون بقعة ضوءٍ تتسلّط على: مؤمن آل فرعون، حيث طاولته يد الغدر، يوم أن قتل على يد :»فرعون الأول» ولم يعقّب، هكذا إذن يموت الأخيار من غير أن يكون لهم عَقب، و :»من لم يخلّف» هم الذين يموتون عادةً ! الملأ من قوم فرعون – بنسخته الجديدة- ما عادوا ملئاً، إذ ألفيناهم :» حواريين»، وعليه فالدّين واحد، اطمأنوا إذن، ذلك أنه ما من أحدٍ سيبدّل دين الآخر! وانتهت نبوّة : الشّبح الذي سيظهر في الأرض الفساد؟! قد غدونا في زمنٍ :»أمريكا»..، وهي من تأبى إلا أن تعتني بهداية الناس سبيل رشاد البيت الأبيض!، وستمنُّ عليكم ب:»الأمهات» ، قد أنهى : «الكونجرس» عصر «المرضعات»! ودونكم: «إسرائيل» الكبرى، وقد أجبرها «ربيعكم» على التّوبة النصوح، فها هي لا تكف عن نًصحِنا، ذلك أنها تخاف علينا مثل يوم الأحزاب!