قالت مصادر عسكرية ل«الشرق» إن عدداً من القادة العسكريين الذين تمت إقالتهم بموجب قرار هيكلة الجيش الأخير قاموا بنهب كميات كبيرة من السلاح من مخازن الوحدات العسكرية التي كانوا يقودونها؛ لتخزينه في أماكن خاصة بهم. وأضافت المصادر أن لجان التسليم المشكلة من قبل رئيس الجمهورية ووزارة الدفاع رفعت في محاضر عملها تقارير عن وجود كميات كبيرة من السلاح تم إخراجها من المعسكرات إلى أيادٍ خارج المؤسسة العسكرية وبطريقة مخالفة للقوانين. وتأتي عملية النهب هذه في الوقت الذي تتواصل فيه عملية نقل أسلحة روسية اشتراها الرئيس عبدربه منصور هادي أثناء زيارته لروسيا مطلع الشهر الجاري. وحصلت «الشرق» على معلومات تفصيلية لصفقة السلاح الروسية لليمن والتي تشمل 30 طائرة عسكرية و200 دبابة وقطعاً أخرى منها للمخابرات وأخرى للقوات الخاصة والقوات المسلحة. وقالت مصادر ل«الشرق» إن الرئيس هادي اتفق مع الجانب الروسي على صفقات سلاح وعمليات صيانة وتحديث للأسلحة الروسية لدى الجيش اليمني إضافة إلى عودة الخبراء الروس للعمل في اليمن لدى وزارة الدفاع اليمنية. وذكرت المصادر أن قيمة التفاهمات التي تمت بين هادي والجانب الروسي تجاوزت أربعة مليارات دولار. وحسب المعلومات المؤكدة فإن الصفقة تضم 30 طائرة وصلت منها نحو 25 طائرة حتى أمس الأول وهي أربعة أسراب طائرات حربية حديثة. كما تعاقد الرئيس هادي مع الجانب الروسي خلال الزيارة على 200 دبابة (ت 80 ) و400 عربة مدرعة (80) ومائة ألف بندقية روسية مع أكثر من مائة ألف مسدس حربي. وتشمل الصفقة التي تعد الأولى للرئيس هادي منذ وصوله للرئاسة العام الماضي 700 قطعة ما بين رشاش 12.7 وآخر 14 ونص إضافة إلى عشرة آلاف قناصة حديثة مع بعض الألغام كما تضم صفقة السلاح سيارات مدرعة وأطقم للحرس الخاص وأجهزة تنصت متطورة للمخابرات والأمن القومي. وقالت المصادر إن صفقة سلاح أخرى للقوات البحرية تم التفاوض بشأنها وسيتم التوقيع عليها خلال الأشهر القادمة. وخلال زيارته لروسيا قال الرئيس هادي إن العلاقات اليمنية مع روسيا ستظل على ما كانت عليه في السابق، لأن الجيش اليمني يعتمد في تسليحه على المعدات العسكرية الروسية. ويعد الرئيس هادي أحد خريجي روسيا؛ حيث درس العلوم العسكرية في إحدى جامعات الاتحاد السوفييتي. وكان الرئيس السابق على عبدالله صالح زار روسيا عام 2010 للتفاوض حول صفقة سلاح توقفت بعد ذلك إثر الاحتجاجات التي شهدتها اليمن ضد صالح ابتداء من 2011م. وكان صالح فاوض الجانب الروسي للحصول على 30 طائرة مقاتلة جديدة متعددة الوظائف من طراز «ميج 29 س م ت» ومروحيات «مي 35»، و«كا 52» ومروحيات شحن من نوع «مي 17»، إضافة إلى دبابات «ت 72 م 1» ومنظومات مضادة للدبابات من نوع «كورنيت أي» و20 راجمة صواريخ من طراز «سميرتش» إضافة إلى ناقلات جند مدرعة «ب م ب 3». وكان صالح طلب أيضا من الجانب الروسي تقنيات عسكرية بحرية من بينها سفن سريعة وزوارق حربية من طراز «مولنيا» ومنظومات «إس – 300 بي إن أو» الصاروخية. عناصر مسلحة من الحراك التهامي