كل شيء تمّ تسليعه في القرن الحادي والعشرين، لا فرق بين مجتمعٍ يحكم بشرع الله أو آخر يحكم بشرع الشيطان، الأدب وقِلّته، الحُبّ والكُره، الفن الجيّد والرّديء، الموهبة الحقيقيّة والمُصنوعة، نُصرة الإنسان والقضاء عليه، القيم النبيلة والوضيعة، مكارم الأخلاق ومكارهها، العلم وفروعه/ الجهل وجذوره، في يوم السبت الذي لم يأتِ حتى الآن سبتٌ بعده.. تمّ تفعيل إحدى الخدمات الجديدة، خدمة شبيهة بتويتر لكنّها صوتيّة ولكُمْ أن تسمّوها «خدعة سوطيّة»؛ لها بحسب علمي ثلاث أيادٍ.. يدٌ تُضيف لأرصدة شركات الاتصالات ويدٌ تضع في حسابات المشاهير البنكيّة ويدٌ ثالثة تتسلّل لتأخُذ من جيوب جماهيرهم ومحبّيهم، على رأس الحملة واللّحمة الإعلانيّة لهذه الخدمة يقف نجوم الوعظ والصحافة والإعلام والشُعراء والفنانون والفنّانات، بطَلاّتهم البَهيّة وبهائهم المُطِلّ، أطيافٌ مختلفة لأوّل مرّة تجتمع تحت سقفٍ واحد!.. إذ يبدو أن الإغراءات كانت ضخمة إلى درجة لم يكن معها مجالٌ للرفض أو لمجرّد التفكير بأيّ شيءٍ آخر، ليس حسداً لهم.. لكنّي أتساءل: -وبِصدق- كيف يرضى المشهور أيّاً كان مجاله أن يتحوّل إلى ما يشبه «ماكينة» المشروبات الغازيّة ادفع نقودك لتحصل على «السِّلعة»! – ناهيك عن أن الذي يجب أن يدفع هنا هم محبّوه ومعجبوه ومن لهم فضلٌ عليه في وصوله إلى ما وصل إليه. خاتمة القول: أعرِف أن النّاس في النهاية أحرار «واللّي تكسب به العب به» مثلما نحن أحرارٌ في إبداء وجهة نظرنا – وشُكرنا لمن احترمنا – متابعين ومعجبين – في رفضه لهذه الفكرة من أساسها وخنّاسها.. وعلى رأسهم حبيبنا الشيخ: عادل الكلباني -غفر الله له-.