في أقل من شهر وافتنا الشرق بقضيتين مختلفتين بعيدتين عن بعضهما مسافة، وقريبتين من بعضهما في طريقة التعامل والمعالجة، الأولى لطالب بجامعة الباحة والثانية لطالبة بجامعة حائل، كلاهما تم فصلهما من الجامعتين بطريقتين تتركان عدة علامات استفهام وتعجب، فالطالب الجامعي كما وافتنا الشرق بخبره تم فصله بقرار تأديبي بعد مشادة مع أحد وكلاء الجامعة نتيجة إيقاف الطالب سيارته خلف سيارة المسؤول، وبعد إحالة القضية إلى الشرطة تدخل أحد مسؤولي الجامعة الكبار للصلح بعد أن أثبتت الواقعة بالشهود أن المدان هو وكيل الجامعة ليتنازل الطالب عن شكواه ثم يصعق الطالب لاحقا بصدور قرار فصله من الجامعة معلقا على باب الكلية بعد قرار اللجنة التأديبية التي ثبت فيما بعد أن الوكيل – طرف المشكلة – عضو فيها. أما الطالبة فقد التقطت حسب صحيفة الشرق صورا لتشققات وعيوب بمباني الجامعة الجديدة، لتكون المعالجة بعد الاستقصاء والتحقق للشقوق الجدرانية والصدوع بصدوع أخرى وشقوق في قلب الطالبة ومستقبلها متمثلا بفصلها من الجامعة وعزوا ذلك لأسباب أخلاقية (يراودني الشك أن السبب الأخلاقي هو جوال الكاميرا الذي صورت به الفتاة). الجامعتان في أقصى الجنوب وشقيقتها في أقصى الشمال اختلفتا جغرافيا ولكنهما اتفقتا في إيقاع أقسى العقوبة وباستخدام قوة القانون وحرفنة الادعاء والخصم والحكم، وتحول مجلس التأديب إلى مجلس تعسف وقصف لحلم شاب وشابة قد يكون لهما من رصيدهما التحصيلي ما يشفع لهما أيضا، فليس الذنب المنقول عبر صحيفة الشرق يستدعي كل هذه العقوبة التي آلمت حتى من يقرأ الخبر، وكان من الأحرى أن تتم المعالجة بالتوجيه والاحتواء عبر مجالس التأديب بالحكمة والرحمة.