شيع جمع من أهالي حفر الباطن، ظهر أمس، الطفلة لؤلؤة حماد الظفيري «سنة وأربعة أشهر»، بعد معاناتها على مدى أسبوعين من تضخم وفشل في وظائف القلب، واعتذار ستة مستشفيات عن علاج قلبها، ورفض استقبال حالتها. وفارقت لؤلؤة الحياة، في ساعات الصباح الأولى أمس الإثنين، في مستشفى الملك خالد في حفر الباطن، بعد أن راجعت مدينة الملك فهد الطبية في الرياض الأسبوع الماضي، وحصلت على وصفة طبية من الدكتور المعالج الذي حدد لها موعداً بعد ستة أشهر، ليعود بها ذووها إلى منزلهم في حفر الباطن مرة أخرى، قبل أن تصاب أمس الأول مجدداً، ويتم نقلها لقسم العناية المركزة في مستشفى الملك خالد في حفر الباطن، وتغادر الحياة في اليوم نفسه. ولم تكن تشتكي لؤلؤة من أي مرض، وكانت في كامل صحتها حتى ظهرت عليها بوادر أعراض الإصابة بارتفاع شديد في الحرارة، ترافق مع بدء ظهور أسنانها اللبنية، وهو ما اعتقد الأهل أنه أمر طبيعي يحدث لأي طفل، وأن المسألة ستنتهي بمجرد أن يصرف الطبيب خافضاً للحرارة، أو مضاداً حيوياً، لتعود الابنة مع أبيها وأمها إلى البيت، إلا أن الدهشة والصدمة كانت ثقيلة على الأب والأم اللذين صعقهما تشخيص الطبيب لابنتهما بأنها مصابة بتضخُّم وفشل في وظائف القلب. وسرد والد الطفلة حكاية ابنته ل «الشرق» في زيارة لمنزله بحي «أبوموسى الأشعري» في حفر الباطن أثناء مرضها، حيث قال «فاجأني الطبيبُ قبل أيام في مستشفى الملك خالد العام أنَّ لؤلؤة التي كانت تعاني من ارتفاع بسيط في درجة الحرارة جرَّاءَ ظهور أسنانها اللبنية، بأنها تعاني من تضخُّم وفشل في وظائف القلب، فنزل الخبر علي كالصاعقة. وأضاف الظفيري، إنه بعد التأكد من تشخيص الأطباء لحالة ابنتي، تم إدخالها العناية المركزة، ومنذ ذلك اليوم وهي ترقد في العناية، تفيق للحظات وتتحرك بشكل بسيط جداً، ما جعلني أجزمُ أنها تُحقن «بالبنج» لتغطَّ في هذا النوم المتواصل. وكانت ستة مستشفيات متخصصة في أمراض القلب في المملكة اعتذرت عن استقبال حالة لؤلؤة التي كانت ترقد في قسم العناية المركزة في مستشفى الملك خالد في حفر الباطن، نظير معاناتها من تضخُّم وفشل في وظائف القلب، وتنوعت أسباب اعتذار هذه المستشفيات بين تقدُّم الحالة، وعدم تقديم علاج إضافي لها، بالإضافة إلى عدم وجود طبيب، وعدم توافر سرير، وفقَ المستندات التي حصلت عليها «الشرق». هذا في الوقت الذي اعترف فيه الناطق الإعلامي باسم مديرية الشؤون الصحية في حفر الباطن، عبدالعزيز العنزي، بعدم توافر إمكانيات متقدمة في المستشفى، وقال في رده على استفسار «الشرق» عن حالة الطفلة، بأنه «بخصوص موضوع الطفلة لؤلؤة الظفيري التي ترقد منذ يوم السبت الموافق 18/ 5/ 1434ه، نفيدكم أنه يوجد في مستشفى الملك خالد العام في حفر الباطن طبيب متخصص، ولكنَّ هناك عائقاً يتمثل في عدم توافر الإمكانات الدقيقة لمثل هذه العمليات المعقَّدة». لؤلؤة عندما كانت في كامل صحتها (الشرق)