عقدت حركة حماس اجتماعاً موسعاً لمجلس شورى الحركة في السودان، بحضور رئيس المكتب السياسي للحركة، خالد مشعل، وهنية، وممثلين عن جميع المناطق التي توجد فيها الحركة في الداخل والخارج. حيث يقوم رئيس الحكومة المقالة، إسماعيل هنية، بزيارة الخرطوم لأول مرة منذ عام 2007. مصادر رفيعة المستوى في حركة حماس وصفت ل »لشرق» الاجتماع بأنه كان تاريخياً، من حيث حجم المشاركة، والقضايا التي بحثت فيه، المتعلقة بمستقبل حركة حماس خلال الفترة القادمة، وعلاقتها على مستوى الداخل الفلسطيني والخارجي العربي والدولي. وكشفت المصادر ل »الشرق» أن الخلافات في وجهات النظر بين جناحي حماس في الداخل والخارج حول مستقبل المقاومة المسلحة، وتبني المقاومة الشعبية، كانت أحد أهم الملفات المطروحة، حيث تم تسوية الخلاف بين خالد مشعل ومحمود الزهار القيادي البارز في غزة، الذي انتقد بشكل علني تصريحات لمشعل دعا فيها لاستخدام المقاومة الشعبية كبديل عن المقاومة المسلحة. وعلمت «الشرق» أن قيادات مجلس شورى حماس اتفقت على أن يتم تبني خيار المقاومة الشعبية في الضفة الغربية، ويستمر عمل كتائب القسام، الجناح العسكري للحركة في قطاع غزة، بالوتيرة الحالية نفسها التي تركز على تطوير قدراته العسكرية والقتالية، دون تصعيد مباشر مع الاحتلال. وحدد المجتمعون تاريخ الانتخابات الداخلية القادمة لحركة الإخوان المسلمين في فلسطين، التي انفصلت مؤخراً كتنظيم مستقل داخل منظومة حركة الإخوان المسلمين العالمية، حيث تم الاتفاق أن تجرى في ما بين شهري مارس وإبريل القادمين؛ ليتم على أساس نتائجها تحديد مرشحي حركة حماس لخوض الانتخابات التشريعية القادمة. وشغل ملف خروج حركة حماس من سورية حيزاً كبيراً من المناقشات، كما أكدت مصادر متعددة في حركة حماس ل »الشرق»، وتم الاتفاق على أن يستبدل المقر الرئيسي للحركة في دمشق بعدد من المقرات الفرعية التي سيتم افتتاحها في تركيا والسودان وليبيا وتونس وقطر والأردن، بدلاً من أن يكون هناك مقر رئيسي رسمي واحد، على أن يبقى مقر الحركة في دمشق مفتوحاً بالحد الأدنى من القيادات والكوادر البشرية طالما كانت هناك إمكانية لذلك. وعلمت «الشرق» أن بعض قيادات حماس في الخارج تفكر جدياً في العودة إلى قطاع غزة، وبخاصة القيادات التي أُبعدت من القطاع خلال فترة الاحتلال، أو التي لها أصول من قطاع غزة، وأن بعضهم أرسل عائلاته بالفعل إلى القطاع، مثل القيادي عماد العلمي، حيث تحتاج حماس في الداخل هذه القيادات للظهور في حملتها الانتخابية، كوجوه جديدة يمكن أن ترشح لعضوية المجلس التشريعي. خالد مشعل (الشرق)