ربما لطول عملي في تخصص النساء والولادة بعض التأثير لدرجة أنني أخشى أن أبوح بعمري الذي تجاوز(...) ببضع سنوات تصل كما في بطاقة الأحوال التي لا تبنى على شهادة ميلاد إلى (...) بل إنني وكل من هو في عمري أو يزيد نشترك في يوم عيد ميلاد واحد وهو الأول من شهر رجب، ولكم أن تتخيلوا لو أن جيلي ومن سبقهم يحتفلون بعيد الميلاد لما وجدنا ما يكفي من الورود والكيكات ولوازم الاحتفال بذلك اليوم وربما سيكون الاحتفال الجماعي هو الحل. وتقول الإشاعات أنني وعجل شيخ القرية (العمدة) ولدنا في يوم واحد كان صباحه ممطراً، ومساؤه مغبراً تخللته الصواعق والبروق، ولكنه تميز بفرحة غامرة آنست سكان القرية وضواحيها هموم الخوف من توابع السيول. فقد علت الزغاريد ونودي بالناس أن هبوا إلى الوادي الأخضر جمالاً، والمملوء بالسيول للرقص فرحا وابتهاجا بذلك العجل الفريد، ومن فضل الله عليّ اعتقاد البعض أن ولادتي هي سبب الفرح وقد لحق عائلتي بعض التهاني بالخطأ، أما أتباع الشيخ فقد آمنوا بأن ولادتي فأل حسن على بقرتهم الموصومة بالعقم لسنين متناسين أن 40% من أسباب العقم تعود إلى ثيرانهم المبجلة، والتي لا يجرؤ أحد على انتقادها، فالمجتمع ثوري بطبعه. وإن أنسى فلا أنسى ذلك اليوم التي ابتلت ثيابي وسيقاني عرقاً (والله أعلم) بمطار لوس انجلوس عندما اصطحبني موظفو المطار دون بقية الركاب إلى غرفة جانبية طالبين منى تعبئة استمارة تحوي تاريخ ميلاد أبي وأمي بالتاريخ الميلادي!