تخيلوا معي لو سقطت من الفضاء الخارجي آلة عجيبة للزمن في المملكة، من مواصفات هذه الآلة أنها تتيح لنا أبناء هذا الوطن الجميل أن نرى ما يحدث في العام 2312م أي بعد 300 سنة من الآن، الجميل والمميز في هذه الآلة أنها تتيح لنا أن نأخذ من تقنيات ومعلومات واختراعات العام 2312 وتمكننا من جلبها واستخدامها هنا في السعودية، فمثلا، تمكننا الآلة العجيبة من أن نجلب «الصحن الطائر» والذي يمكننا أن نذهب به إلى أستراليا في غضون أربع دقائق، وأيضا نستطيع جلب «الهاتف الفوتوني» الذي يمكن لحامله من أن يتواصل مع أي شخص في العالم وبأي لغة وكأنه واقف أمامه، أو جلب أحد الاختراعات، وهو عبارة عن دواء يمكّن متناوله من العيش لمدة مائتي عام بصحة جيدة وغيره الكثير والكثير. تمكننا الآلة العجيبة أيضا من الانتقال عبرها للعام 2312 ليس بأجسادنا بل بعقولنا وأرواحنا فقط بطريقة مماثلة لفيلم «ماتركس» بحيث نتجول ونتعلم ونتنقل في بلاد العام 2312 قبل العودة لأجسادنا في عامنا المتأخر 2012، آخر الميزات لهذه الآلة هي أنها تمكن سكان العام 2312 من زيارتنا بنفس طريقة زيارتهم، أي زيارة معنوية وغير دائمة. الآن السؤال المهم، ألا تعتبر هذه الآلة من أكبر نعم الله علينا؟ ألا نظن أن وجود هذه الآلة ميزة كبيرة لبلدنا وسكانه؟ لكن السؤال الأهم، ماذا لو كان العام 2012 هو العام 1712 والعام 2312 هو العام 2012؟ ماذا لو كنا لانزال نعيش في العام 1712 ولدينا تقنية وأدوية ومعلومات العام 2012؟ إن كنا في العام 1712 فلماذا نغضب من وجود الجهل؟ ولماذا نغضب من التخلف؟ ولماذا نحبط من تردي الحريات ومن تردي الخدمات؟ إن كنا في 1712 لماذا نستغرب من السلطة وتحكمها المطلق؟ أليس كل ذلك وأشنع من صفات العالم موجودة في العام 1712؟ ألا نحمد الله أننا نمتلك آلة الزمن بكل ميزاتها التي عددت بعضها منذ قليل؟ نظرية تباطؤ الزمن ليست جديدة فقد استعملها «آينشتاين» في نظريته ولكن يأتي الآن دورٌ آخر لتلك النظرية، هناك زمن واحد وساعة واحدة حقيقية، تلك هي ساعة الأمة المتقدمة والمتفوقة وهناك ساعات أخرى للأمم الأخرى، فالسنة في العصر الذهبي للإسلام كانت هي السنة الحقيقية وكانت تساوي ربما أضعاف سنوات أوروبا الغارقة في الجهل، كان التاريخ الإسلامي هو الحقيقي، كان العام لدينا هو 1250 ولديهم لايزال 700م. الأمة المتفوقة هي التي تحمل الوقت والأمم التي تخلفت يصبح يومها كشهر ويتباطأ الزمن لديها وربما عاد إلى الخلف (ربما لم يستطع آينشتاين إثبات ذلك) والآن فكروا معي: هل علمتم لماذا تسير الأمور ببطء لدينا؟ هل علمتم لماذا نشاهد كل ما يدور حولنا من أمور مقيتة؟ إنه العام 1712 يا صاحبي لكن لا تحزن فلدينا آلة الزمن العجيبة.