حقّقت جامعة الملك فهد للبترول والمعادن نتيجة مرموقة تؤكد، حسب «ملحق» تصدره صحيفة «التايمز» البريطانية، أن دولاً غير غربية أضحت تنافس الولاياتالمتحدة وبريطانيا، باعتبارهما أكبر معاقل التعليم العالي في العالم، إذ احتلت جامعة الملك فهد للبترول والمعادن المرتبة 94 في تصنيف أفضل مائة جامعة، وهي التي يقل عمرها عن خمسين عاماً منذ تأسيسها حتى عام 2012. وأشار ملحق التايمز للتعليم العالي إلى أن جامعة الملك فهد للبترول والمعادن تعد ضمن «النجوم الصاعدة التي تظهر قدراً كبيراً من الإمكانات»، وأن المعايير المستخدمة في إعداد هذا التصنيف هي نفسها المستخدمة في تجهيز تصنيف الجامعات العالمية (500 جامعة)، مع قدر أقل من التركيز على المؤشرات الذاتية للسمعة الأكاديمية. وخلت قائمة التصنيف من أية جامعة عربية، عدا جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وجامعة المنصورة في مصر، التي حلت في المرتبة 96. السلطان يتحدث ل»الشرق» من جانبه، أوضح مدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، الدكتور خالد السلطان، ل»الشرق» أن الجامعة تنظر إلى الاعتمادات الأكاديمية، وتوظيف الخريجين، ونوعية البحوث التي تعتبر النظرة الأولى للجامعة، لافتاً إلى أن الجامعة لا تمانع في أن تظهر في بعض التصنيفات الجيدة، مبيناً أن الجامعة مازالت تعتقد أن هذه التصنيفات فيها جزء من الموضوعية، وجزء من الذاتية، ولذلك لا تعول عليها كثيراً، ومع هذا فالجامعة موجودة في كل التصنيفات، وهو جزء من الاعتراف بتميز الجامعة الأكاديمي، أو البحثي، أو خدمة المجتمع، مؤملاً ألا تعطى تلك المعايير حجماً أكثر مما تستحق. وأشار السلطان إلى أن هناك معايير عدة في التصنيفات، من بينها نسبة أعضاء التدريس للطلاب، وتوظيف خريج الجامعات، ونوعية الباحثات، وأن بعض تلك المعايير عند التعمق فيها نجد عليها بعض علامات الاستفهام، كما أنها متغيرة من سنة إلى أخرى، لافتاً إلى أنها ليست سيئة، ولكن لا نعول عليها، وقال إن قوة الجامعة تكمن في برامجها المتميزة التي تضاهي أفضل الجامعات في الانضباط، وفي الاهتمام بالطالب، وجعله محورا للعملية التعليمية، والتركيز على جوانب التأهيل في الطالب، ليس فقط من الجانب الأكاديمي، بل يتعداه إلى الجانب الاجتماعي والنفسي، وتزويد الطالب بجميع الخبرات، فالمهارات والقيم والسلوك والمعارف كلها عوامل مهمة لنجاح الطالب. كما أكد السلطان أن الجامعة حصلت على أكثر من 140 براءة اختراع، وهو رقم يعادل 90% من عدد براءات الاختراعات في جميع جامعات المملكة، و60% من جامعات الدول العربية. وأضاف خلال حفل افتتاح فعاليات برنامج الطلاب المتفوقين في المرحلة الثانوية على مستوى المملكة «علماء الغد السادس»، الذي استضافته الجامعة، أمس، أن الجامعة ساهمت في تخريج خمسين ألف طالب خلال خمسين عاماً، وهم يشغلون حالياً مراكز مرموقة في كثير من الشركات الكبرى والدوائر الحكومية. وأشار إلى أن ما بين 22 و27% من موظفي أرامكو من خريجي الجامعة، ونصف موظفي سابك من خريجي جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وأن 30% من طلبة الجامعة موظفون قبل تخرجهم. وأوضح أن الجامعة ركّزت في برامجها الأكاديمية على تخصصات نوعية تضمن جودة الخريجين، ومواءمة الاحتياجات التنموية، وتبنت معايير مهنية لاستقطاب أفضل الطلاب، وهيأت البيئة المحفزة على التعلم وممارسة الأنشطة، وتنمية مهاراتهم وصقل شخصياتهم. وحرصت الجامعة على استقطاب هيئة التدريس من ذوي الكفاءات التعليمية والبحثية العالية وابتعاث أساتذتها السعوديين إلى أفضل الجامعات التعليمية المتميزة في العالم، كما وفرت أحدث المعامل التعليمية والبحثية، وتبنت مستجدات التقنيات المعاصرة، وتتنافس الشركات على استقطاب خريجي الجامعة. وبيّن أن خريج الجامعة ينتظره ما بين 7 و8 فرص وظيفية عند تخرجه، وأن هنالك دراسة لفتح كلية لدراسة هندسة البترول وعلوم الأرض قريباً في الجامعة. ورد السلطان على استفسارات الحضور من الطلبة وأولياء أمورهم التي تركزت حول شروط الالتحاق بالجامعة والتخصصات المطروحة.