تباينت آراء المبتعثات السعوديات في الولاياتالمتحدةالأمريكية حول ضرورة وجود المرافق، فمنهن من تجد في المرافق خير رفيق لغربة طويلة , ومنهن من تعتبره عبئا وربما حاجزا كبيرا أمام تحقيق الطموح، الأمر الذي أوجد جدلاً ما بين مطالبين بإسقاط شرط المحرم المرافق للمرأة وبين مطالبين بتشديد الرقابة على المرأة المبتعثة إلى أجل غير مسمى. وتؤكد غدير السلطان و رواء الجفري أن وجود المرافق مع المبتعثة أمر ضروري في بلاد الغربة, لأن الطالبة تحتاج من يقف بجانبها في بداية مشوارها التعليمي خاصة في ظل ثقافة مختلفة تماما. مضيفات أن فرصة تعلم المرافق ودخوله الجامعة كبيرة في حال أراد المرافق الاستفادة من برنامج خادم الحرمين الشريفين. وفي سياق مضاد تشير نوف المزيد وبشرى القحطاني إلى أن شرط المحرم أو المرافق يهدد مستقبل المبتعثة خاصة إذا كان المرافق مراهقا فتصبح مسؤولية متابعته ليست بالأمر السهل. مضيفات أن ربط مصير المبتعثة بالمرافق يعد حاجزا كبيرا ومعوقا عن تحقيق طموح المبتعثة. مناشدين وزارة التعليم العالي ومجلس الشورى بإعادة النظر في شرط مرافقة المحرم للمبتعثة خاصة أن المرأة السعودية أثبتت أنها على درجة عالية من الوعي. كما يقترحن الاكتفاء بموافقة الولي الشرعي للمرأة على ابتعاثها دون الحاجة إلى وجود مرافق دائم. في حين توافقهما المبتعثة منى سالم الرأي مشيرة إلى أنها على الرغم من قدومها مع شقيقها إلا أن حصولهما على قبول جامعي في مدينتين مختلفتين كاد أن يهدد مستقبلها الدراسي الأمر الذي دعا إلى أن تضحي بتغيير الجامعة التي كانت تحلم بها لأجل أن تكون قريبة من شقيقها وتلبي شروط الابتعاث. فيما تؤكد هدى صالح أنها اضطرت إلى الموافقة على أول خاطب لتفي بشروط الوزارة الأمر الذي تدفع ثمنه و زوجها خاصة حين اكتشفا عدم توافقهما وأن ما يدعوهما إلى التحمل هو أنه لم يبقَ لكليهما لإنهاء الدراسة سوى سنة واحدة سيعودان بعدها إلى أرض الوطن للبدء في إجراءات الطلاق. ومن جانبه يؤكد نايف الشمري أنه لم يرغب في الوقوف أمام طموح زوجته فتكبد عناء فراقها حيث تدرس في مدينة تبعد عنه ساعة و نصف بالقطار إلا أن رغبتهما في بناء حياة كريمة لأطفالهما هي ما يحفزهما على التضحية والصبر. ومن جانبه قال المرافق خالد الشهراني «إن فرصة المرافق بالاستفادة من برنامج خادم الحرمين الشريفين كبيرة من خلال دراسة اللغة أو إكمال تعليمة الجامعي والاستفادة من التأمين الصحي «, وأضاف الشهراني «إن التجربة الحياتية التي يحصل عليها المرافق في بلاد الغربة تعتبر من أهم المكاسب « مشيرا إلى أن معظم المرافقين يضحون كثيرا مع المبتعثات من خلال وجودهم ودعمهم , حتى لو حدث بعض التجاوزات من فئة قليلة من المرافقين. وعن مستقبل المرافق حينما يعود إلى أرض الوطن قال بدر حاتم «إن حظوظه في الحصول على وظيفة جيدة في المستقبل يتوقف عليه ومدى جديته في الاستفادة من فرصة برنامج الابتعاث, فهناك كثير من المرافقين الذين لا يستفيدون من برنامج الابتعاث رغم أن لديهم فرصة كبيرة في إكمال تعليمهم أو الانخراط في دورات تدريبية في جميع المجالات ومدفوعة التكليف, لكن الواقع يقول إن معظم المرافقين يعودون دون الاستفادة حتى من اكتساب اللغة الإنجليزية.» يذكر أن الملحق الثقافي في الولاياتالمتحدةالأمريكية الدكتور محمد العيسى كان قد أكد أن عدد المرافقين في الولاياتالمتحدةالأمريكية وصل إلى أكثر من 15 ألف مرافق و أن الرقم مرشح للزيادة.