اعتبر فلاديمير غلاسمان المستشار السياسي السابق للسفارة الفرنسية بسوريا والخبير الديبلوماسي بالشأن السوري في حديث خاص ل»الشرق» أن تصريح الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند لا يعتبر تراجعاً عن الموقف الفرنسي بتسليح المعارضة السورية، إنما هو مجرد تخفيف لسرعة تنفيذه، لانفعالية الموقف الفرنسي تجاه الأحداث والتطورات الحاصلة في سوريا. وأوضح غلاسمان أن هناك تفاوتاً بين السياسي والعسكري في المعارضة السورية، فالقوى السياسية لا تمثل فعلياً القوى العسكرية العاملة في الميدان، وهذه الأخيرة لا تخضع لتمثيلات سياسية ولا تأخذ أوامر منها، كما أن قوى المعارضة المسلحة ذاتها غير متجانسة، لذلك يبقى التساؤل الفرنسي عن وجهة هذه الأسلحة مشروعاً حتى لا تقع بأيدي الجهاديين، مضيفاُ أن هذا لا يعني أن تتلكأ فرنسا في تسليم أسلحة لأطراف تمتلك الشرعية لأن ذلك سيؤدي إلى مواجهة التطرف والتقليل من تأثير الجهاديين مستقبلا. واعتبر غلاسمان أن ذلك أقل خطراً من بقائها مكتوفة الأيدي خاصة أن الأسلحة التي ستسلم لقوات المعارضة هي دفاعية وستسخدم للدفاع عن المدنيين ولن تقلب ميزان القوى على الأرض. وأضاف غلاسمان أنه لا يعلم مقدار تأثير الموقف الأوربي على الموقف الفرنسي في مسألة التريث، لكن هناك ضغوطات داخلية على الحكومة الفرنسية من الرأي العام الفرنسي الذي يرفض في جزء منه فكرة تسليح المعارضة. يذكر أن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند كان صرّح أمس أن الوضع في سوريا لم يتضح بشكل كاف لنبدأ تزويد المعارضة بالسلاح، واعتبر هذا الكلام بمثابة تراجع عن الموقف الفرنسي الذي دعا إلى التخفيف من حظر توريد السلاح إلى سوريا الذي أعلنه الاتحاد الأوربي بغية تزويد المعارضة بالسلاح وقال في مقابلة مع قناة «فرانس 2» العامة رداً على سؤال عما اذا كان يعتقد بوجود خطر في أن تقع مثل هذه الأسلحة في أيدي جماعات إرهابية، في سوريا «لا يمكن أن يحصل تصدير للأسلحة بعد انتهاء الحظر (الأوروبي المفروض على إرسال أسلحة إلى سوريا) في مايو، إذا لم تكن هناك قناعة تامة بأن هذه الأسلحة سيستخدمها معارضون شرعيون وليس لهم أي صلة بأي تنظيم إرهابي». وأضاف «في الوقت الراهن، هذه القناعة التامة ليست متوفرة لدينا، ولن نقوم بهذا الأمر طالما أننا غير واثقين تماماً من أن المعارضة لديها السيطرة التامة على الوضع». وتابع الرئيس الفرنسي «اليوم هناك حظر ونحن نحترمه»، مؤكداً أن هذا الحظر «ينتهكه الروس الذين يرسلون أسلحة إلى الرئيس بشار الأسد.