تراجعت أسعار التمور خلال هذه الأيام في أسواق منطقة الأحساء بنسبة تجاوزت 70%، وعزا عدد من تجار التمور ذلك إلى تراجع الطلب، الذي يتزامن مع انتهاء فصل الشتاء وقرب موسم جني الرطب. وأوضح شيخ تجار التمور في الأحساء عبدالحميد بن زيد الحليبي، أن «تراجع الأسعار خلال هذه الفترة يعد أمراً طبيعياً، ويعود ذلك إلى تراجع الطلب من قِبل المستهلكين الذين مازالوا يحتفظون بالتمور التي تم شراؤها بداية الموسم، وقلة استهلاك التمور مع ارتفاع درجات الحرارة، وقرب حلول موسم الصيف». وشدد الحليبي على أهمية البحث عن وسائل جديدة لتسويق الفائض من إنتاج المنطقة من التمور، وقال «على الرغم من أن مبيعات التمور خلال هذا الموسم تعد جيدة وأفضل من المواسم السابقة، إلا أن الكميات الكبيرة التي تنتجها المنطقة تدعو إلى ضرورة البحث عن أسواق جديدة لتصريف الفائض من إنتاج مزارع المنطقة». وأكد الحليبي أن مدينة الملك عبدالله للتمور، التي تعمل أمانة الأحساء على إنشائها خلال هذه الفترة، سيكون لها دور كبير في حل تلك المشكلة، حيث ستُسهم في فتح قنوات تواصل جديدة بين مزارعي المنطقة وتجار التمور في المملكة والعالم لعقد صفقات تجارية مستقبلية، لافتاً إلى أن تمور الأحساء أصبحت من الخيارات الرئيسة للمستثمرين العالميين، مؤكداً أن ذلك سينعكس على الحركة الاقتصادية لتمور المنطقة، التي تعد أهم محصول زراعي استراتيجي. فيما أشار عدد من المستهلكين إلى أن الطلب على التمور يشهد تراجعاً خلال هذه الفترة، ويعود ذلك على ضعف أساليب التسويق المتبعة من قِبل تجار التمور، وقال المستهلك سامي المعيلي إن «اعتماد عدد كبير من تجار التمور في المنطقة على تعبئة التمور وتسويقها سبب رئيس لتراجع المبيعات»، مضيفاً «يجب أن نستفيد من هذا الإنتاج الوفير في المنطقة في تأسيس صناعات جديدة، والبحث عن أساليب تسويقية، وذلك من خلال إدخال التمور في صناعة الحلويات والبسكويت، بالإضافة إلى إنتاج الدبس والخل وعجينة التمور، فذلك سيُسهم في تصريف الفائض من تمور المنطقة وتعزيز قيمتها، كما سيوفر عدداً من الفرص الوظيفية للشباب السعودي». يشار إلى أن أسعار تمور المنطقة شهدت خلال هذا الموسم ارتفاعاً كبيراً، حيث بلغ سعر الكيلو جرام الواحد من تمر الخلاص في مهرجان النخيل والتمور ثلاثين ريالاً، فيما تجاوزت مبيعات المهرجان 85 مليون ريال، وتنتج الأحساء، التي تضم أكثر من ثلاثة ملايين نخلة، حوالي 160 ألف طن سنوياً من مختلف أصناف التمور، يشكل الخلاص 80% منها، ويضم القطاع الصناعي في مجال التمور في المنطقة 27 مصنعاً تتجاوز طاقتها الإنتاجية 33 ألف طن، حيث تنتج التمور المكبوسة والدبس وعجينة التمور والحلويات والمربيات والخل والجلوكوز، فيما ينتظر أن يشهد هذا القطاع نمواً كبيراً مع تدشين مدينة الملك عبدالله للتمور، التي ينتظر أن تكون أكبر بورصة اقتصادية للتمور في العالم.