أعلن مسؤول محلي أن أكثر من ثلاثة آلاف شخص قتلوا في أعمال عنف بين القبائل الأسبوع الماضي في جنوب السودان، في حصيلة لأسوأ مجازر في تاريخ هذه الدولة الفتية التي تضعفها النزاعات القبلية. وقال المفوض المسؤول عن بيبور البلدة الواقعة في ولاية جونقلي جوشوا كونيي «أحصينا الجثث ووجدنا حتى الآن أن 2182 أمرأة وطفلا و959 رجلا قتلوا». وقال كونيي الذي ينتمي إلى المورلي «حصلت عمليات قتل جماعية، مجزرة». وأضاف أن أكثر من ألف طفل فقدوا وخطفوا على الأرجح من قبل النوير فيما سرقت عشرات آلاف الأبقار. من جهته، صرح وزير الإعلام في ولاية جونقلي ايزاك أجيبا «أن هناك سقوط ضحايا بالتأكيد لكننا لا نملك التفاصيل ولا يمكننا تأكيد معلومات المفوض في الوقت الحالي». وأكد المتحدث باسم جيش جنوب السودان فيليب أغوير «ننتظر تقارير قواتنا على الأرض». وأضاف «كي يكون التقييم موثوقا عليهم دخول القرى لإحصاء كل الجثث». بينما صرح قائد عمليات حفظ السلام أرفيه لادسو أن جنود حفظ السلام وأفراد بعثة الأممالمتحدة في جنوب السودان رأوا «عشرات الجثث» في بلدة بيبور وحدها. وتتحدث آخر تقديرات للأمم المتحدة عن مقتل عشرات الأشخاص و»ربما» المئات. وتشكل النزاعات بين القبائل أحد أهم التحديات التي تواجهها دولة جنوب السودان التي أعلنت استقلالها في يوليو الماضي. وتصاعدت خلال الحرب الأهلية التي استمرت عقدين بين الشمال والجنوب وغذتها العداوات التاريخية بين مختلف القبائل، التي استخدمتها الخرطوم في بعض الأحيان. وأسفر العنف القبلي والهجمات لاستهداف المواشي والهجمات المضادة في ولاية جونقلي وحدها عن مقتل 1100 شخص وتهجير حوالى 63 ألفا من منازلهم في العام الماضي بحسب تقارير للأمم المتحدة استندت إلى السلطات المحلية وفرق التقييم. وفي أغسطس قتل 600 شخص على الأقل وجرح 985 آخرون في هجوم لقبائل «المورلي» على قرى النوير في جنوب السودان. كما هاجم حوالى ستة آلاف مسلح من شباب قبيلة النوير (في عمل انتقامي) في الأسبوع الماضي بلدة بيبور النائية ، والتي تقطنها «المورلي» بعدما اتهموها بسرقة مواشيهم ولم ينسحبوا إلا بعدما فتحت القوات الحكومية النار. وأحرق مسلحون خياما ونهبوا مستشفى تابعا لمنظمة أطباء بلا حدود أثناء هذه المواجهات. ويتمركز حاليا في بيبور مئات من عناصر قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وقد أرسلت إليها تعزيزات من قبل جيش جنوب السودان.