قال عضو مجلس الشورى السابق الكاتب الدكتور نجيب الزامل، إننا نعيش حالياً أكبر مرحلة تاريخية مفصلية في الكون، وشعوب الأرض الحاليون هم شاهدو هذه الحادثة الأولى والأخيرة في الدنيا. وأضاف الزامل، خلال ندوة أقيمت مساء أمس الأول بعنوان «مواقع التواصل الاجتماعي الإلكترونية» ضمن البرنامج الثقافي لمعرض الرياض الدولي للكتاب، أن الواقع الافتراضي سيخفي الأمم والحضارات والدول، وسيصبح الإنسان «منتمياً كونياً»، لافتاً إلى أن قصة الإنترنت تعد «أعجب قصة في التاريخ»، وأنها تحقق تنبؤات قصص الخيال التي كتبت في فترات سابقة بأن قوة ذكية تستعمر الأرض، وتهمش الناس، وتجعلهم قطيعاً تابعين. وقال: «لسنا أحراراً، فنحن محكومون بعشرات الآلاف من السيرفرات». وأشار الزامل إلى أن قليلاً من العالم يعرف قصة الإنترنت، وأن غالبية الناس يعتقدون أن نشأتها من أمريكا، لافتاً إلى أن بداية ظهور الإنترنت كانت في سويسرا، وتحديداً في مقر المنظمة السرية العالمية «سيرن» (CERN)، وهي الوكالة الأوروبية لأبحاث الفيزياء الجزئية، التي تعد أعظم منظمة علمية. من جهتها، تحدثت الدكتورة سلوى العضيدان، في الندوة، عن وسائل التواصل الاجتماعي من خلال تجربتها الشخصية، وقالت «إن المجتمع يكيل بمكيالين فيما يخص النظرة للمرأة، وإن هناك من يطالب بقضايا هامشية ويتجاهل قضايا رئيسة، وفي «تويتر» نجد حركات نسائية متطوعة من أجل حق المرأة في المساواة والقيادة، بينما لا نجدهن يطالبن بحقوق المطلقات والأرامل، فأي هامشية وسطحية تقودها نساء قام «تويتر» بتعرية أفكارهن، وكيف يطالبن بأن تقود المرأة السيارة وهي لا تعرف كيف تقود حياتها وحياة أبنائها حين تكون مطلقة أو أرملة». وبينت العضيدان أن بعض المجتمعات العربية ماتزال تفرض نوعاً من القداسة على بعض الشخصيات، التي يُتهم منتقدوها بالزندقة والخروج عن الملة، مشيرة إلى أن هذا أسهم في «انحراف بعض الطوائف الإسلامية». أما رئيس تحرير صحيفة سبق الإلكترونية سابقاً محمد الشهري، فقال إن الصحافة الإلكترونية تواجه معاناة حقيقية في إيجاد الصحفي الإلكتروني المهني، وهذا ما أضعف انطلاقة عدد من الصحف، ووضعها محل اتهام من قبل المنافسين في الإعلام التقليدي. فيما أشار رئيس الجمعية السعودية للإعلام الإلكتروني محمد الشقاء، إلى أن غالبية الصحف الإلكترونية تفتقد للمهنية الصحفية، وأن القائمين عليها يفتقرون لأبسط مهارات العمل الصحفي، مضيفاً أنه ليس هناك مدينة إلا ولديها صحيفة إلكترونية، وأحياناً تصل إلى عشر صحف، مشيراً إلى أن هذا الأمر ينتج تجاوزات مهنية وتضارب معلومات. كما أوضح أن وسائل التواصل الاجتماعي أو «صحافة المواطن»، تغيب عنها الموضوعية والتغطية الإخبارية وفهم أخلاقيات المشاركة ومهاراتها.