“نحتاج إلى ضجيج إعلامي ذو فائدة بعيداً عن التقليدية ، للوقوف جنباً إلى جنب مع قطاع التعليم للمساهمة في الحد من ظاهرة غياب الطلبة ما قبل الاختبارات والاجازات” . هذا هو العنوان الأبرز الذي ركز عليه المشاركين والمشاركات في ورشة العمل التي نظمتها الإدارة العامة للتربية والتعليم بالمنطقة الشرقية أمس ، ممثلة في إدارة التوجيه والإرشاد بقطاعيها (البنين والبنات) بحضور المساعدة للشؤون التعليمية سناء الجعفري، ومديري ادارة التوجيه والإرشاد بتعليم المنطقة الدكتور عبدالله الهدباء و نادية السحيمي، ومدير إدارة الإشراف التربوي عبدالرحمن الغفيلي، ومدير إدارة الإعلام التربوي خالد الحماد، وسط مشاركة عدد من المرشدين الطلابيين ومديري ومديرات المدارس وأولياء أمور طلبة، والتي تم نقل فعالياتها للقاعة النسائية عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة. وقد أشار الدكتور عبدالله الهدباء ، بأنه لم تكن حالات غياب الطلبة في السنوات القليلة الماضية تشكل أرقاً في المدارس ، أو تعطل يوماً دراسياً كاملاً، باعتبارها حالات فردية لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة وكانت تعالج وفق لائحة شئوون الطلاب ، إلا أنها اليوم أخذت صورة مغايرة ويتضح ذلك جلياً حيث تكثر نسبة الغياب بين أوساط الطلبة في الأيام التي تسبق مناسبات الإجازات والأعياد أو تلك التي تسبق الإختبارات النهائية للفصلين الدراسيين لفترة ليست بقصيرة بل وحرجة باعتبار تلك الفترة تشكل عموداً فقرياً لإعداد الطالب من خلال الاستفادة من المراجعة الشاملة من قبل المعلم. وحول الأسباب الحقيقية التي تقف خلف ظاهرة الغياب ، أشار المشاركون إلى عدم وجود أسباب محددة من الناحية المسحية ، وإنما توجد العديد من الانطباعات لدى مديري ومديرات المدارس أو بعض المعلمين والمعلمات وأولياء الأمور. ولفت المشاركون ، بأن غياب الطلبة يساهم إلى فقدان كثير من فرص التفوق والنجاح ، في بعض الأحيان ، فضلاً عما يفقده الطلبة من علاقات حميمة مع زملائهم ومعلميهم، وأضافوا هذا بدوره قد يسهم في فقدان الثقة والصلات الإجتماعية والتربوية القائمة بين المدرسة كمؤسسة تعليمية وتربوية والطالب كمفردة من مفردات هذه المدرسة. وقد خلص المشاركون إلى حزمة من التوصيات ، التي قد تسهم في علاج ظاهرة الغياب يأتي في مقدمتها : العمل على تصميم برامج للأنشطة اللاصفية للطلاب لتشجيعهم على عدم الغياب قبل الاختبارات والإجازات ، كذلك إشراك الطلبة في إجراء دراسات مسحية للتعرف على الأسباب الدقيقة والخاصة المتعلقة بدوافع غيابهم خلال هذه الفترات، وصولاً إلى تطبق المدرسة لوائح السلوك للثواب والعقاب المتدرج بعد نشر الوعي حول لائحة السلوك المدرسي ، للطلاب وأولياء الأمور ، وأخيراً الأستفادة من تجارب المدارس المتميزة في إنضباط طلبتها وتعميم تلك التجربة للمدارس التي تعاني من ظاهرة غياب الطلاب، إضافة إلى تفعيل الشراكة المجتمعية بين المدرسة والمنزل . الدمام | صالح الأحمد