تصاعدت أزمة نقص الدجاج المبرد في جدة لتكشف عن غياب مسالخ الدجاج المرخصة والنظامية، في مقابل انتشار المسالخ العشوائية التي تفتقر إلى أدنى معاييرالسلامة الغذائية والنظافة، بينما تديرها عمالة وافدة مخالفة، استغلت الأزمة للتحكم في أسعار الدجاج واستغلال أصحاب المزارع والمطاعم والمحلات التجارية. وبحسب مصادر ل«الشرق» في أمانة جدة، فإن عدد المسالخ غير المرخصة، التي تسيطر عليها بالكامل عمالة وافدة مخالفة، بلغت ثمانية مسالخ، فيما أقرّ المتحدث الرسمي باسم الأمانة الدكتور عبدالعزيز النهاري، خلوّ جدة من مسالخ الدجاج المرخصة، باستثناء مسلخ واحد فقط تابع لإحدى الشركات الكبرى التي تستخدم الدجاج لمطعمها الخاص. مسؤولية «الزراعة» وبيّن الدكتور النهاري أن المسالخ المرخصة تتوزع بين مدينتي مكة والطائف فقط، وأنها تخضع لرقابة دقيقة في النظافة والسلامة والتخلص من نفايات الذبح. مشيراً إلى أن أمانة جدة تؤدي جهداً كبيراً لمكافحة المسالخ العشوائية المنتشرة في جوانب المدينة والأماكن البعيدة عن الأحياء السكنية، التي تفتقر إلى الالتزام باشتراطات السلامة والنظافة. ودفع النهاري مسؤولية الأمانة في متابعة المسالخ المخالفة بقوله: إن وضع تلك المسالخ وأسباب إقامتها بعيداً عن أعين الرقابة والنظام هو سؤال يوجه لوزارة الزراعة، لأنها الجهة ذات الاختصاص والعلاقة. استغلال المخالفين وقد أفرزت أزمة عدم توفر الدجاج التي عانت منها محافظة جدة خلال الأسابيع الماضية تذمراً واسعاً من قِبل أصحاب مزارع الدجاج الصغيرة من السعوديين، الذين اتهموا العمالة الوافدة من أصحاب المسالخ العشوائية باستغلالهم ورفع أسعار الذبح والسلخ إلى تسعة ريالات للدجاجة الواحدة.وذكر صاحب إحدى مزارع الدواجن (فضل عدم ذكر اسمه)، أن أسباب ارتفاع أسعار الدجاج في الأسواق مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي تعود لسيطرة العمالة الأجنبية على سوق السلخ، خصوصاً مع صعوبة استصدار تراخيص لإنشاء مسالخ نظامية من قِبل وزارة الزراعة، داعياً لعودة النتافات ومحلات ذبح الدجاج الحي كما كان الوضع قبل سنوات، ورأى أن ذلك التوجّه من شأنه أن يُساهم في خفض الأسعار وعودتها إلى سابق عهدها. ووافقه الرأي المزارع توفيق الغامدي، الذي أكد في الوقت نفسه أن ضعف التمويل وعدم منح وزارة الزراعة أراضي لإنشاء مزارع الدواجن، أدى لانتعاش المسالخ والمزارع العشوائية المخالفة على أطراف مدينة جدة، مثل أحياء شرق الخط السريع ومنطقة الخمرة والكامل وغيرها. لا عودة للنتافات من جهته، قطع المتحدث الرسمي باسم وزارة الزراعة المهندس جابر الشهري، ل»الشرق»، إمكانية طرح فكرة عودة النتافات والذبح الحيّ للدجاج وسط الأحياء السكنية، وعدّ ذلك مظهراً غير حضاري ولا ينمّ عن اهتمام بالصحة والنظافة العامة، وقال إن المسالخ المرخصة هي الحل والبديل الصحي لتحقيق النظافة في عمليات الذبح والسلخ، وكذلك إمكانية السيطرة عليها ومراقبتها. مداهمة عشوائية وكانت أمانة جدة قد ضبطت قبل ثلاثة أيام مسلخاً عشوائياً في منطقة الخمرة جنوبي المحافظة، وأسفرت مداهمة أفراد من الأمانة ووزارة الزراعة للمسلخ عن هروب أكثر من عشرين عاملاً مخالفاً، حيث خلت فرقة الدهم من العناصرالأمنية والتنسيق مع الجهات الرسمية المعنية، وغادرالمخالفون المسلخ تاركين وراءهم أكثر من أربعين ألف دجاجة مذبوحة تم سلخها، مستخدمين أدوات وطرقاً عشوائية تحت الهواء الطلق، وباستخدام وسائل تخزين بدائية تفتقر للنظافة. كميات دجاج تم ضبطها في مسلخ عشوائي