أكد وكيل وزارة الثقافة والإعلام الدكتور عبدالله الجاسر أن المستوى المتطور الذي شهده ويشهده مجالا الإعلام والثقافة في المملكة بجميع مساراته جاء بفضل الله ثم بفضل الدعم والتوجيه المستمرين من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني - حفظهم الله -. جاء ذلك في مقال للدكتور عبدالله الجاسر بمناسبة الذكرى الخامسة لمبايعة خادم الحرمين الشريفين فيما يلي نصه : استبشر أهل الإعلام والثقافة في هذه البلاد المباركة بذكرى البيعة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله -ورعاه ، قفزات متسارعة ، ونقلات دخل بموجبها الإعلام السعودي بوابة الإعلام الكوني. نعيش الآن سعودياً في مجتمع الإعلام ، تخطينا فيه عمومية وضبابية مفهوم العولمة الإعلامية ، ودخلنا مجتمع التقنيات العالية والقدرة على تبادل المعلومات وبثها ونشرها من خلال أقطابها الرئيسية “ الحاسب الآلي ، والقمر الصناعي ، والتلفزيون “ ، دمجت في هذا الإعلام الصوت والصورة مع المكتوب ونُقلت بسرعة الضوء ، طوعنا توظيف التقنية في صناعة الإعلام السعودي في محتوى الرسالة ومضامينها ، تحررنا إعلامياً من التقليدية والرتابة في الطرح والمعالجات الإعلامية ، وبدأنا في الابتكار والتجديد من خلال جيل من الإعلاميين ذكوراً وإناثاً ساهموا في صناعة محتوى البرامج الإذاعية والتلفزيونية نوعاً وكماً ، تكافأنا إلى حد بعيد مع إعلام الآخر من خلال بعض البرامج ذات الاحتراف العالي في ظل كم هائل ومتدفق من المعلومات الحرة مرئياً ومسموعاً ومطبوعاً ، وأجيال من الأقمار الصناعية تتجدد كل عام ، أبرزت للإعلام السعودي اختيارات واسعة ومتعددة . في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله ورعاه - تمتلك المملكة العربية السعودية الآن شبكة إذاعية وتلفزيونية أرضية وفضائية ، فبالإضافة إلى الإذاعات السعودية ، والبرامج الإذاعية الموجهة بعدة لغات ، هناك شبكة من القنوات التلفزيونية الأرضية والفضائية تتمثل في القناة الأولى ، والثانية ، والرياضية ، والإخبارية , وقناة أجيال ، وقناة الاقتصادية ، والقناة الثقافية ، وقناتي القرآن الكريم ، والسنة النبوية ، تسارع المستثمر السعودي في دخول اقتصاديات الإعلام ، استثمر المال السعودي في الإعلام الفضائي ، وتعاظم بشكل كبير ، وهناك أكثر من ستمائة قناة إذاعية وتلفزيونية يشكل الاستثمار السعودي فيها أكثر من 70 0/0 ، أدرك المخططون والمنفذون السعوديون في القطاعين الحكومي والأهلي أهمية الالتحاق المبكر بتقنيات الإعلام المرئي والمسموع والمطبوع ، وربطنا الإذاعات السعودية وقنوات التلفزيون التسع بأقمار صناعية عربية وعالمية. ودخلت الصحافة السعودية مجتمع الإعلام الشامل إعداداً وإخراجاً وطباعة ، الإعلام السعودي بكل قنواته الإذاعية والتلفزيونية صوتاً للحق ، وقولاً للحقيقة ، نهجه الدائم البعد عن المهاترات الإعلامية ، يقدر شرف الكلمة وصيانتها ، يسعى إلى تحقيق الإيمان بالله في نفوس الناس ، ويرتقي إذاعياً وتلفزيونياً بفكر حضاري ومسئولية اجتماعية وطنية ، تراعي المبادئ والأهداف التي جاءت بها السياسة الإعلامية للمملكة العربية السعودية ، التي تنص على اعتماد الصدق ، وتحري الموضوعية والحقيقة ، وأسلوب الحوار الهادف ، واحترام الرأي والرأي الآخر ، وانتهاج الوسطية والاعتدال في كل ما يُنتج من برامج إعلامية وكتب ومطبوعات دون إفراط أو تفريط ، ينطلق من تعاليم القرآن الكريم ، والسنة النبوية الشريفة ضمن منظومة من القيم الأخلاقية والإنسانية التي تحكم حركة وحراك عملنا الإعلامي ، دخل مراحل التحديث بكل تقنياته العالية ، وقدراته على تبادل المعلومات وبثها ونشرها صوتاً وصورة ، وحافظ على قيم المجتمع الإسلامي في خضم منافسات إعلامية فضائية شرسة ، وسماء عربية مفتوحة غابت فيها معايير البث الفضائي وتشريعاته. دخلت المملكة بانضمامها لمنظمة التجارة العالمية عصراً جديداً ، ورسمت خطواتها على مسار طموح للارتقاء سريعاً في العمل الإعلامي بما في ذلك تطوير البنى التحتية للإعلام وتنويعها ، وإيجاد فرص جديدة للاستثمارات في الإعلام داخل المملكة من خلال إصدار تراخيص لقنوات الإف إم الإذاعية ، وبات الإعلام المرئي والمسموع السعودي قطاعاً بالغ النشاط يساند الاقتصاديات السعودية القائمة على المعرفة ، ومكانة المملكة وثقلها الإسلامي والسياسي والاقتصادي ، وفتح سوق الإعلام المرئي والمسموع أمام المنافسة ، وتقدر المنافسة في الإعلام السعودي مستقبلاً في قطاعيه العام والخاص بما يفوق الثلاثة مليارات ريال مما سينمو فيه قطاع الإعلام بشكل متسارع ، تنظيم قطاع الإعلام المرئي والمسموع في المملكة في الطريق إلى التحقيق ، وبه سوف نستطيع بناء اقتصاد معرفة راسخ ومتنوع ، واستفاد قطاع الإعلام من ذلك الكثير ، السوق السعودية الإعلامية هي الأكبر في العالم النامي. إن مسيرة الإصلاح التي يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من خلال الحوار الوطني والتحولات الاقتصادية ، وبروز المدن الصناعية والمدن الاقتصادية ، وثقل المملكة السياسي والاقتصادي والأهم الإسلامي ، وضع الإعلام السعودي وبالذات الإذاعة والتلفزيون في تحديات مستمرة ضمن أبعاد تنظيرية وأبعاد مهنية وأبعاد تشريعية. خليجياً .. أسهمت المملكة العربية السعودية ممثلة بوزارة الثقافة والإعلام في كثير من الرؤى والمقترحات من أجل تعزيز العمل الإعلامي الخليجي المشترك ، وأعدت إستراتيجية متكاملة للإعلام الخليجي ستقدم إلى الاجتماع القادم لوزراء الإعلام في دول المجلس ، وتحتضن المملكة جهاز إذاعة وتلفزيون الخليج أحد المؤسسات الإعلامية الخليجية المشتركة. عربياً .. للمملكة العربية السعودية ثقل إعلامي عربي أسهم في تعزيز العمل العربي المشترك ، وتعد المملكة حالياً إستراتيجية إعلامية عربية للتصدي للإرهاب ومكافحته من خلال رؤية برامجية إذاعية وتلفزيونية وإخبارية حضارية ، وسوف تقدم هذه الإستراتيجية إلى وزراء الإعلام العرب في اجتماعاتهم القادمة. إسلامياً .. تدعم المملكة كل حراك وحركة إعلامية إسلامية من شأنها تعزيز العمل الإعلامي المشترك من خلال احتضانها لمؤسستين إعلاميتين إسلاميتين هما اتحاد إذاعات الدول الإسلامية ، ووكالة الأنباء الإسلامية الدولية. أخذت الثقافة في عهد خادم الحرمين الشريفين نصيباً كبيراً من التوسع والانتشار من خلال الفعاليات الثقافية داخل المملكة وخارجها ، وانتشرت ثقافة الحوار ، تقدم وزارة الثقافة والإعلام كل عون لكل مبدع ومنتج ثقافي من خلال تخصصه الثقافي باعتبار أن الثقافة إبداع ينبع من المثقف نفسه ، اكتمل إعداد إستراتيجية التنمية الثقافية في المملكة العربية السعودية من خلال مبادئها الإستراتيجية وأهدافها ، ومؤسسات العمل الثقافي وتطويره بقطاعي الثقافة الحكومي والأهلي ، وتناولت الإستراتيجية الأنشطة الثقافية ونشرها ، وإنتاج المُصَّنع الثقافي ، وركزت على المؤسسات الثقافية مثل الأندية الأدبية ، وجمعية الثقافة والفنون ، والمكتبات ، والفنون التشكيلية والمسرحية وغيرها. كما عالجت الإستراتيجية آليات تنفيذ العمل الثقافي ودعمه من خلال الأنظمة والتشريعات والموارد البشرية ودعم المبدعين الثقافيين ورعايتهم ، وتطوير البنى التحتية للثقافة ، والتصنيع الثقافي ، وكذا العلاقات الثقافية الدولية ، ويعتبر مهرجان الجنادرية الذائع الصيت ، ومعرض الرياض الدولي للكتاب أحد المعالم الثقافية السعودية ، وكذا فعاليات الأسابيع الثقافية السعودية في بقاع العالم. كان للإعلام والثقافة في المملكة العربية السعودية نصيب كبير من التطور والنهوض والتحديث في جميع مساراته بتوجيه دائم ومستمر ورعاية لا تكل من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ، ومن سمو ولي عهده الأمين ، ومن سمو النائب الثاني - حفظهم الله - ، وهناك تقدير لمن يشرف على هذه الإنجازات الكبيرة إعلامياً وثقافياً ، معالي وزير الثقافة والإعلام.