مائة كاتب وروائي في ثلاث مدن مصرية وبعض المدن العربية يحتفلون بمئوية الغائب الحاضر الأديب العالمي نجيب محفوظ. سيذكره المثقف العربي وسيكون حاضراً دائماً بقصصه ورواياته، فرواية “الحرافيش” تروي ما يحدث الآن، وصمته الناطق في الرواية يحكي عن حال التحرير اليوم، عندما ذكر (أن الثورات يدبرها الدهاة وينفذها الشجعان، ثم يكسبها الجبناء)! فالحرية لديه هي التاج الذي يصنعه الإنسان على رأسه من أجل حريته ليصبح جديراً بإنسانيته. فهو دائماً ينقل الواقع بمساراته المختلفة ورؤيته للعالم ذات الطبيعة المنفتحة ويتحدث برؤيته الواقعية عن ماضي وحاضر المجتمع وبرؤيته الاستشرافية عن مستقبله، محفوظ ينبغي أن يدخل في صميم مناهج وبرامج المؤسسات التعليمية والثقافية لو أن هذه المؤسسات تحتفظ للمفكرين والعلماء والأدباء في ميلادهم بشيء يذكرون فيه حتى لا يجهلهم من لا يذكرهم، ولا يقتصر ذلك على احتفالية تنتهي بدقات الساعة، لكن في استلهام تجربة المائة عام في مفاصل الفكر والثقافة والمجتمع، وفي نشر أعماله وتدريسها. مائة عام وما زالت إلى الآن تصدر الفتاوى عن حرمة “أولاد حارتنا” ومحاكمة بعض نصوص روايات نجيب محفوظ، وأخيراً محاولة بيع مخطوطاته في صالة سوذبي قبل أن يتم إيقافها في آخر لحظة. إن تراث نجيب محفوظ هو تراث إنساني لا يمكن إلغاؤه بأحكام ظلامية، أو آراء تريد أن توقف عجلة التاريخ، كما أن تجربته لا يمكن اختزالها في احتفالية يوم. في هذه الزاوية غداً: نوف المطيري