«إذا رأيت الجبان يكرّ والشجاع يفرّ فأتِ إلى رابية وتأمل.. إن في الأمر خيانة»! حكمة قالها أحد دهاة العرب وهو «الأحنف بن قيس» لابنه.. فبعد فقدان الأمة البوابة الشرقيّة للوطن العربي والمتمثلة بالأحواز عام 1925 فالعراق عام 2003 وهيمنة الدولة الفارسيّة على كليهما، فلا غرابة إذاً من أن يكرّ علينا الأذناب ك«مُقتدى الصَدْر» ليهدّد البحرين العربيّة من عواقب وخيمة في الأيام المقبلة في حال عدم الاستجابة لمطالب أمثاله من الأذناب ومثيري الشغب الذين وصفهم ب«الثوّار»! ولا شك أن أوجه الشبه كثيرة بين «ثوّار آخر زمن» وبين «مُقتدى» الذي ترَعْرَع في أحضان المجوس وتشبّع بتقيّتهم وأفكارهم المسمومة إلى حد التُخمة، خاصة وأن الشيم اللاعربيّة كالنفاق والغَدْر تجمع فيما بين الأذناب وبالرغم من تسمية تيّاره ب«الصدري» إلا أنه لم يسجّل على نفسه ولو موقفاً واحداً يجعل منه في الصدارة وألا يكون مجرّد ذنب صغير. وبإيعاز مباشر من أربابه في طهران اهتزّ الذنب «مقتدى» ليصرّح بأنه وطغمته سيدافعون في العراق عن أشباهه الأذناب في البحرين. وأباح لنفسه «أمرهم بالجهاد ولكن في سبيل الدفاع عن مقدّساته كقبر «أبو لؤلؤة المجوسي». فمهلاً يا «مقتدى» لأن تأمل الأمّة لن يدوم طويلا، والعاصفة المقبلة من الشرق والغرب وحتى الجنوب ستنسف عمامتك، عذراً، قامتك مهما علت، ورغم جُبنك المشهود، إلا أنك أصغر بكثير من أن تكرّ.