استضافت عمان أمس، اجتماعا فريدا للجنة الرباعية بحضور مفاوضين فلسطينيين وإسرائيليين بعد انقطاع استمر 16 شهرا، في خطوة لاستكشاف فرص إعادة مفاوضات السلام بين الجانبين. ويضم الاجتماع مبعوث اللجنة الرباعية (الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وروسيا) وسيقوم الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي بالانضمام إلى اللقاء الذي يأتي عقده في مسعى يستهدف الوصول إلى أرضية مشتركة لاستئناف المفاوضات المباشرة الرامية إلى إنجاز اتفاق سلام فلسطيني إسرائيلي يجسد حل الدولتين». وصفت مصادر أردنية مطلعة اللقاء الفلسطيني الإسرائيلي الذي عقد أمس في الأردن بحضور وفد اللجنة الرباعية الدولية بأنه استعراضي لغرض اللقاء فقط ، مستبعدة أن ينتج عن المفاوضات التي تليه أي نتائج حقيقية. ونقلت المصادر المقربة من ترتيبات اللقاء عن وزير الخارجية الأردني ناصر جودة وصف الاجتماع قبيل عقده بأنه استكشافي، في محاولة منه على ما يبدو لتخفيض سقف التوقعات. وأضافت المصادر ل «الشرق» أن اللقاء جاء تتويجاً لترتيبات واتصالات سرية أجراها الأردن منذ عدة شهور مع الطرفين ومع اللجنة الرباعية. وكان الأردن يفضل عدم الظهور علانية في صورة تلك الترتيبات خشية الإضرار بصورته إذا فشلت. ويذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ألمح كذلك إلى عدم تفاؤله بالاجتماع. كما أكد مصدر مأذون في الخارجية الأردنية أن ترتيبات اللقاء النهائية لم تكن قد استكملت حتى ما قبل موعده بيوم. وقد عقد الاجتماع في مقر وزارة الخارجية الأردنية حيث التقى جودة بداية بمبعوثي اللجنة الرباعية إضافة إلى ممثلها توني بلير، ليلتحق بهم بعدها الوفدان الفلسطيني والإسرائيلي ويبدأ الاجتماع الموسع. وكشفت المصادرعن أن الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي يسعيان برعاية أردنية إلى أن يمهد اللقاء الموسع إلى عقد سلسلة من اللقاءات في الأردن والعودة الفعلية إلى المفاوضات خلال الشهور المقبلة، وذلك في عمان والبحر الميت والعقبة، بعد فترة من التوقف. وقد اعتمد الطرفان في لقاء الثلاثاء على الأجندة الأردنية للقاء والتي جاءت كذلك بترتيب مسبق، وكحل وسط بينهما. ومن ناحية أخرى عقبت مصادر دبلوماسية أردنية طلبت عدم كشفها على عدم مشاركة الطرف المصري الذي يحضر في العادة. حيث قالت المصادر إن الأردن ليس ملزماً بذلك إذ عقدت مصرعدة لقاءات مشابهة في السابق لم تدع الأردن إليها.إلى ذلك وبالتزامن مع اللقاء نفذ نشطاء مدافعون عن حق العودة اعتصاماً أمام مقر الحكومة الأردنية انتقدوا فيه عودة المفاوضات والتي وصفوها بأنها عبثية، مؤكدين تمسكهم بالثوابت الوطنية الفلسطينية وعلى رأسها حق العودة، فيما كان من بين هتافاتهم «ما بنفاوض ما بنبيع، حق العودة للجميع»، في انتقاد قاس للوفد الفلسطيني. وطالت انتقادات المحتجين كذلك الرعاية الأردنية، رافعين شعاراً يقول: «بداية الإصلاح إلغاء وادي عربة». كما وجهت انتقادات شعبية وصحافية إلى تلك اللقاءات، حيث وصفتها بأنها غير مجدية، وبأنها خارج السياق الآن. ناشطة أردنية مناهضة لعودة المفاوضات (الشرق)