ساد صمت مشوب بالحذر الأجواء السياسية في مصر، بعد إعلان وكيل جهاز المخابرات السابق الفريق حسام خيرالله عن نيته للترشح لانتخابات الرئاسة. وغاب الساسة عن المؤتمر الصحفي لإعلان الترشح مساء أمس الأول، الذي حضره كثير من المحررين العسكريين، وأعلن الفريق حسام برنامجه لتطوير التعليم في مصر، الذي يأتي على قائمة أولوياته في برنامجه الرئاسي، كما أكد التزامه بمدنية الدولة والنهوض بالتعليم لكي تتبوأ مصر موقعاً متميزاً بين دول العالم، مشيراً إلى أن برنامجه يضمن مطالب الثورة الأهم، وأولها العدالة الاجتماعية بتوزيع الثروات على جموع الشعب وإعطاء كل ذي حق حقه، ورفض الحديث عن الدستور، قائلاً “لا داعي إلى استباق الأحداث أو التنبؤ بحدوث أزمات”. وأكد خيرالله أن حرية الرأي مكفولة للجميع، ولكن دون تجريح أو توجيه سباب لأي من القائمين بالعمل، سواء في الجهاز العسكري أو الشرطي، قائلاً إنه “عندما تهان القوات بألفاظ نابية فهذه مخالفة لقيم المجتمع، وأن هناك وسائل عديدة للتعبير مثل الاتفاق على تعليق إشارة بلون معين كالأزرق مثلاً، كنوع من الاعتراض أو تنظيم وقفات احتجاجية بعد الانتهاء من توقيتات ساعات العمل الرسمية”. المجلس العسكري لن يدعم أي مرشح وقال خيرالله في المؤتمر الصحفي، الذي غابت عنه كثير من وسائل الإعلام، إنه بدأ حملته الانتخابية بجولات عديدة في سائر محافظات مصر، كما وجه تحية لشهداء ثورة 25 يناير، وأشاد بنزاهة الانتخابات البرلمانية. وعن تمويل حملته الانتخابية قال “إن التمويل سوف يكون من جميع المصريين”. وأضاف حسام خيرالله أن إعلانه عن ترشحه في التوقيت الحالي ليس له أي علاقة على الإطلاق بانسحاب الفريق مجدي حتاتة من الترشح، و”كل شخص له حساباته”، ونفى أنه مرشح المجلس العسكري كما يظن البعض، وأنه لا يمكن أن ننكر دور القوات المسلحة في حماية الثورة، وهذا أمر يسعدنا جميعاً، لافتاً إلى أن “المجلس الأعلى للقوات المسلحة أعلن أنه لن يقوم بدعم أي مرشح، وسوف يقف على مسافة متساوية من جميع المرشحين”. وحول خلفيته العسكرية وقول البعض بكونه ديكتاتوراً جديداً، أكد خيرالله أن “خلفيتي العسكرية إضافة وليست مأخذاً سلبياً، لافتاً إلى أن هناك العديد من الرؤساء كانت لديهم خلفية عسكرية”. نظام رئاسي مختلط للمرحلة المقبلة وحول نوعية النظام السياسي المناسب لمصر خلال الفترة المقبلة، أكد الفريق حسام “أن النظام الرئاسي المختلط هو الأفضل خلال المرحلة المقبلة، مع الاتفاق على تقليص سلطات رئيس مصر ولا تكون مثلما سبق، وأن نبتعد عن العبارات الرنانة مثل بناء على توجيهات الرئيس”. وعن العلاقات المصرية الإسرائيلية قال خيرالله “أبني نفسي وأقِفْ على قدميّ أولاً، وساعتها دون أن نتكلم، فسوف نجد الآخرين يحترموننا ويتحدثون عنا ومعنا” مؤكداً “أنه لا يوجد كيان قوي يرغب في الوقوف بجانب كيان أضعف منه”. الجدير بالذكر أن الفريق خيرالله تخرج في الكلية الحربية عام 1964 وعمل بالقوات المسلحة حتى قيادة كتيبة مظلات، وترك الخدمة في نهاية عام 1976. والتحق بهيئة المعلومات والتقديرات بالمخابرات العامة، وتدرج في تولي مستويات القيادة المختلفة. كما حصل على بكالوريوس تجارة عام 1982، وعين نائباً لرئيس هيئة المعلومات والتقديرات عام 1994 ثم تولى رئاسة الهيئة عام 2000 حتى عام 2005، حيث أنهى خدمته برتبة وكيل أول المخابرات العامة، وحصل على دورات متعددة أولها الراقية من معهد العلوم الإستراتيجية، ودورة تحليل مضمون، ودورة مهارات إدارية من الولاياتالمتحدة عام 1994، دورة الأمن القومي العالمي من جامعة كييل بألمانيا عام 1995. كما شارك في حرب اليمن وحرب أكتوبر 1973، وساهم في العديد من المباحثات الدولية متعددة الأطراف الخاصة بالشرق الأوسط (نزع السلاح – لجنة البيئة) في الفترة من 1991 إلى 1993، وشارك في الاجتماعات الدولية المتخصصة منذ عام 1994، وفي اجتماعات الحوار الإستراتيجي المصري الأمريكي عامي 1998، 1999. جانب من الحضور