«من مدحني غشني، ومن ذكر عيوبي فقد مدحني»، بهذه الكلمات افتتح نائب أمير القصيم الأمير فيصل بن مشعل، كلمته في ورشة معوقات الدائري الداخلي لمدينة بريدة، التي أقيمت أمس في مركز الملك خالد الحضاري. وأضاف «أتمنى من نفسي وجميع المسؤولين تطبيق مقولة الفاروق رضي الله عنه (رحم الله امرأ أهدى إلي عيوبي)، والإنسان الذي يبين الخلل له عندي مكانة عالية، وأغلى من الإنسان الذي يمدحني ويثني علي، وإذا كان هناك إنسان يثني علي فهو يغشني». وأكد الأمير فيصل بن مشعل أنه لا يوجد عذر لأحد حالياً لأن المال متوفر، وأضاف «هناك ضعف في الإدارة، فنحن في السابق كان المال عائقاً، أما الآن فهو متوفر». وتابع «لم أقرأ في مناطق المملكة أن هناك تكملة لمشروع بقيمة نصف مليار ريال إلا في طريق القصيممكةالمكرمة، وهو ليس للقصيم وحدها، وإنما يخدم جميع المدن وزوار المملكة من دول الخليج». وشدد الأمير فيصل بن مشعل على ضرورة التنسيق والتشاور بين الدوائر الحكومية بهدف إنجاز المشاريع المشتركة، مبيناً أن ذلك أساس رئيس في عدم ترجمة الأفكار والأطروحات والدراسات إلى واقع يخدم المشاريع ويُعجل في تنفيذها. وناقش خلال الورشة مع مسؤولي أمانة المنطقة والطرق والمقاولين ورئيس المجلس البلدي بحضور مدير عام إدارة التخطيط والميزانية في وزارة النقل المهندس هذلول الهذلول، المشاريع المتعثرة، مؤكداً أن تسيير العمل في المنطقة سيكون بمثابة ورشة عمل يومية. واستشهد الأمير فيصل بن مشعل بالمثل الشعبي «قوم تعاونوا ما ذلوا» كمثال للقضاء على المعوقات التي تعترض تنفيذ أي مشروع. وأضاف وهو يتحاور مع ضيوف الورشة «البساط أحمدي تحدثوا وناقشوا، ونحن جئنا إلى هنا لإنجاز عمل وللتشاور ومعرفة المعوقات حتى نستطيع حلها»، مطالباً الجميع بطرح جميع التساؤلات والعوائق التي تقف أمام مشاريع المنطقة لمناقشتها وحلها في وقتها، مستشهداً للجميع بمقولة «لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد». وتابع «أؤكد هنا أن التنسيق بصفة دائمة مهم لمناقشة المعوقات، وأبديت استعدادي وجميع القطاعات لتذليل الصعوبات، ونحن في الإمارة مستعدون للمواصلة في الاتصال والمتابعة لأي مشروع متأخر للبحث عن الحلول، ووجود مدير عام إدارة التخطيط والميزانية في وزارة النقل المهندس هذلول الهذلول، في الورشة له دور كبير في تذليل العقبات والاستماع عن قرب». وقال الأمير فيصل بن مشعل «أناشد الجميع بإبراء الذمة في مثل هذه المشاريع، وأن نؤدي الأمانة التي كُلفنا بها، وأنا أبشركم أن ورشة العمل ناجحة وعملها مستمر». وأكد أن الجولات ستستمر، وسيتم الرفع لمحاسبة المقاول أو الجهة المتأخرة عبر الإجراءات النظامية، وأضاف «المسؤولون هم مسؤولون أمام الله، فنحن لا نسيء الظن، ونقول افتحوا الأبواب أمام الجميع، وعلى المسؤول أن يضع نفسه مكان صاحب الحاجة ويستشعر المسؤولية». وأوضح أن أي أطروحات جديدة ستتم مناقشتها ولا ينقص سوى التنسيق والعمل الإداري الجيد والكفاءة الإدارية في بعض الشركات المنفذة، مبيناً أن بعض الجهات الحكومية تعاني من المقاولين الذين يعانون من عمالتهم ومشكلاتهم، إضافة إلى اعتراضات المواطنين على المعدات لإيقاف المشاريع، إلى جانب المعوقات المرتبطة بالمقاولين، وأضاف «الميزانيات متوفرة من الدولة، ولا أريد أن أعمم بأن هناك نقصاً في إدارات الجهات الحكومية، ولا نريد أن تعود مبالغ مالية للوزارات، بل نريد إنجاز المشاريع». وطالب الأمير فيصل بن مشعل وسائل الإعلام بالنقد البناء وتسليط الضوء على المشاريع المتأخرة بالخطاب الحضاري وعدم الشخصنة أو التشهير بالمسؤولين مهما كانت الأسباب، لأن ضرر اتهام شخص في إدارة حكومية دون الطرح بالوسائل الراقية سيكون أكبر.