أكدت هيئة حقوق الإنسان أن أي قرار تصدره وزارة الصحة حالياً بدون تحقيق غير كافٍ معللة ذلك بأن الإجراءات الصحية المتبعة بالتبرع بالدم تؤكد أن هناك حالات إضافية أخرى أصيبت بالمرض. وأوضح مسؤول الشؤون الإعلامية في الهيئة محمد معدي ل»الشرق» أن موضوع إصابة الفتاة رهام وإجراءات التبرع بالدم ستعرض في مجلس الهيئة وستتخذ الإجراءات المناسبة، مبيناً أن الهيئة ستخاطب الجهات ذات الاختصاص لتلافي ما قد يحدث مستقبلاً في جوانب القصور، لافتاً لوجود معايير دولية يجب أن تطبقها وهي التوافر وإمكانية الوصول، والقبول والجودة، وأكد معدي أنه بالرغم من أن ميزانية الجهاز الصحي في المملكة وصلت أكثر من 86 مليار ريال ومع ذلك تقع منها أخطاء فادحة لا تقبل ولايمكن تبريرها. محمد معدي وكانت هيئة حقوق الإنسان قد قامت بتكليف فريق عمل للانتقال إلى منطقة جازان لمتابعة حالة الطفلة رهام التي تم نقل دم ملوث لها بمستشفى جازان والوقوف على ملابسات ما حدث للطفلة, وقالت الهيئة إن الطفلة (رهام الحكمي) تبلغ من العمر 12 سنة المصابة بفقر الدم (الأنيميا) حضرت إلى مستشفى جازان العام، حيث كانت تعاني من آلام في الظهر وقرر الطبيب المعالج الذي استقبل الحالة نقل دم لها وقد حمل الدم المنقول لها فيروس نقص المناعة (الإيدز) نتيجة تقصير وإهمال المسؤولين في المستشفى، والطب الوقائي والعاملين في المختبر في مستشفى جازان العام, وقد اتضح للهيئة من خلال مقابلتها لمسؤولي الشؤون الصحية في منطقة جازان أن تشخيص الطبيب الذي باشر حالة الطفلة كان خاطئاً ولم يكن هناك حاجة لنقل الدم لها، حيث إنها كانت تحتاج لمسكنات دون الحاجة لدم حسب نتيجة الأنيميا في ذلك الوقت. كما رصدت الهيئة إهمالاً واضحاً وخطيراً من قبل مستشفى جازان العام وخاصة العاملين بقسم المختبر مما تسبب في هذا الخطأ الجسيم كما تبين للهيئة ضعفا في الإجراءات القياسية والمعايير المتبعة في التعامل مع التبرع بالدم وفحص العينات ونقله والتأكد من سلامة تلك العينات, وكذلك ضعف في الإجراءات الإدارية وضعف في الكوادر المؤهلة أسهمت في وقوع هذا الخطأ الفادح، الأمر الذي أدى إلى نقل دم ملوث للطفلة رهام, على الرغم من أنه كان معلوما للجهات الصحية أن عينة المتبرع تحمل فيروس نقص المناعة المكتسبة الإيدز حيث ورد خطاب إلى الإدارة العامة للطب الوقائي بمنطقة جيزان من مستشفى الملك فهد بتاريخ 27/1/1434ه والذي أشار إلى إن نتيجة تحليل المتبرع تفيد بأنه يحمل فيروس نقص المناعة المكتسبة الإيدز. وعلى الرغم من ذلك تبرع الشخص المصاب مرة أخرى بتاريخ 29/3/1434ه وتم اكتشاف إصابته مرة أخرى بتاريخ 2/4/1434ه ورغم ذلك فلم يتم اتخاذ الإجراءات الطبية في مثل هذه الحالات ولا في مواجهة الشخص المصاب. وتأسف الهيئة في بيان حصلت «الشرق» على نسخة منه على ما لحق بالطفلة رهام من إصابة صحية خطيرة وأذى نفسي لتؤكد أن ضعف الإجراءات المتبعة في عملية التبرع بالدم والتحقق من العينات ونقل الدم على النحو الذي وقفت عليه الهيئة يعد أمرا خطيرا لايمكن القبول به.